حلقة جديدة من : كيف تنقذنا التجارب؟ مع هيفاء القحطاني — ثمانية thmanyah مرت العشرينيات كلمح البصر، تخللها تحقق أحلامي حلمًا تلو الآخر: كتبت ونشرت، أصبح لي مدونة معروفة، سافرت للدراسة في مدينة أخرى وجربت العيش بعيدًا عن عائلتي | أردت الدراسة والعمل والسفر وحضور المناسبات الاجتماعية التي أستمتع بها وأختارها، لا تلك التي أجرّ قدميّ إليها فقط لأثبت جاهزيتي للارتباط |
---|---|
بدأتُ الجلسات بالحديث عن كلّ شيء، حياتي اليوم وقيمي وعلاقاتي ودوائري المختلفة | قلت لمرشدتي ذات جلسة عندما قررت الحديث عن الموضوع: ترعبني البيولوجيا |
لم أستبعد فرص التعارف واكتشاف الآخرين ودخلت دوائر اجتماعية جديدة تتوافق مع اهتماماتي وقيمي التي أحيا بها.
26اليوم وأنا أخطو نحو الأربعين، بعد ثمانية عشر عامًا من البحث والاكتشاف والانتباه، أتوقف عن طرح الأسئلة | ربما كان وجهك الطفولي السبب أو هواياتك «المملة»، نعم هذا اللفظ حرفيًّا |
---|---|
وبمساعدتها تخلصت من الماضي والعقبات المتخيلة والصور النمطية وأحللت مكانها صورًا مستقبلية أكثر إشراقًا | كرّست سنواتي العشرين الأولى لتحقيق النجاحات الأكاديمية، وما كان لديّ من هدفٍ أسمى من احتلال موقع ضمن الثلاثة الأوائل في كل صفّ |
ترعبني فكرة السنوات التي تمضي وهذا الجسد الذي لن يبقى في فقاعة تحفظه.
13» طلبت مني الاستعداد لكلّ السيناريوهات المتوقعة والرضا بها، يشبه كتابة قائمة طويلة لمباهج الحياة التي يمكنك الاستمتاع بها دونما الحاجة إلى رفيق | في الوقت نفسه كانت أمامي أحد النماذج الهادئة والرصينة لعلاقة بين شخصين: والداي |
---|---|
قررت البدء بجلسات إرشاد مع مختصة، توصلت فيها إلى أن الكثير من الأسئلة في حياتي بحاجة لإجابة، وما من طريقة أفضل لنبش الماضي والحاضر وتفكيكهما كالاستعانة بالإرشاد والدعم | تساؤلات الوحدة وبيولوجيا الجسد احتفلت بعيدي الثامن والثلاثين في أكتوبر الماضي، وقررت أن أهدي نفسي هدية خاصة ذات معنى |
لم يكن ثمة هلع بل مجرد استفهام كبير حول هذا الوقت الذي يمضي، أين يذهب وكيف؟ وماذا يعني البقاء عزباء في المجتمع الذي أعيش به وفي الحياة عمومًا؟ متفوقة وطموحة وقوية! كنت أحلم بالعمل كمحققة أو باحثة تاريخية أو مذيعة راديو، ولم يكن ضمن أحلامي تكوين أسرة.
17