وله صورة ثانية: وهي أن يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج قبل أن يشرع في طوافها وعليه الهدي، كما تقدم في التمتع | وهو قول جمهور ، نص عليه الإمام أحمد 3 ، وقال: لأنه آخر ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت" 4 ، فلم يمنعه من التمتع إلا أنه ساق الهدي |
---|---|
، والشَّوْكانيُّ قال الشَّوْكاني: اعلمْ أنَّ حَجَّه صلَّى الله عليه وسَلَّم وإن اختلفتِ الأحاديثُ في بيانِ نَوْعِه فقد تواتر أنَّه حَجَّ قِرانًا وبلغت الأحاديث في ذلك زيادةً على عشرينَ حديثًا من طريقِ سَبعَةَ عَشَرَ صحابيًّا السيل الجرار ص: 346 |
لقول الله تعالى: فَمَنْ نَفَسَ مَاتُ قَبْلَ الْحَجَّ فَلَيْسَ أَهْلُ مِنْ ذَحِي وأما كيران: فهو تصريف بين الحج والعمرة فيحرّم عليهما | ، والشِّنْقيطيُّ قال الشِّنْقيطيُّ: لا شكَّ عند مَن جَمَعَ بين العِلْمِ والإنصاف، أنَّ أحاديثَ القِرانِ أرجَحُ من جهاتٍ متعدِّدة، منها: كثرةُ مَن رواها من الصَّحابة |
---|---|
الدليل مِنَ السُّنَّةِ: عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فقال: مَن أرادَ منكم أن يُهِلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ، فلْيَفْعَلْ، ومن أراد أن يُهِلَّ بحَجٍّ فلْيُهِلَّ، ومن أراد أن يُهِلَّ بعُمْرَةٍ فلْيُهِلَّ رواه البخاري 1786 ، ومسلم 1211 واللفظ له | فإن شاء أحرم متمتعا بالعمرة إلى الحج، وإن شاء أحرم مفردا بالحج وحده، وإن شاء أحرم بهما معا فكان قارنا؛ لحديث رضي الله عنها الذي رواه الشيخان وغيرهما 2 ، قالت: خرجنا مع صلى الله عليه وسلم فقال: " من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل، ومن أراد أن يهل بحج فليهل، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل |
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر على الشيخ أ | وقال أيضًا: روى القِرانَ عنه جماعةٌ من الصحابة لم يُختَلَفْ عليهم فيه |
---|---|
أفضل أنواع الأنساك الثلاثة التمتع ثم القران ثم الإفراد | ، وابنُ تيميَّة قال ابنُ تيميَّة: أمَّا حجُّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم فالصحيحُ أنَّه كان قارنًا، قَرَنَ بين الحَجِّ والعُمْرَةِ، وساق الهديَ، ولم يَطُفْ بالبيتِ وبين الصَّفا والمروة إلَّا طوافًا واحدًا حين قَدِمَ، لكنَّه طاف طوافَ الإفاضَةِ مع هذين الطَّوافينِ |
، وفي روايةٍ: مِنَّا مَن أهَلَّ بالحَجِّ مُفْرِدًا، ومِنَّا مَن قَرَنَ، ومِنَّا مَن تمتَّعَ رواه مسلم 1211.
5