ونحن -أيها الإخوة- الواجب علينا أن نقاطع هذه الاحتفالات، ألا يستطيع كلُّ واحدٍ منا أن يَمْنعَ أولادَهُ وبناتِهِ وكلَّ من في بيتِهِ عن هذه الاحتفالاتِ الماجنةِ | والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي |
---|---|
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم | سبب تسمية العيد بهذا الاسم: قال أبو الفضل بن عياض: "سمِّي العيد عيدًا؛ لأنه يعود ويتكرَّر لأوقاته، وقيل: يعود به الفَرح على الناس، وكلاهما مُتقارِب المعنى، وقيل: تفاؤلاً؛ لأنه يعود ثانية على الإنسان " |
والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، وقوله صلى الله عليه وسلم: خيراً منهما.
26أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟ وقد قال عمر رضي الله عنه: إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم | فضلًا عن أنَّ مِثْلَ هذه الأعمالِ هي مِنْ سُنَنِ أهلِ الكتاب مِنَ النصارى الذين حذَّرَنا الشرعُ مِنِ اتِّباعِهم بالنصوص الآمرة بمُخالَفتهم وعدَمِ التشبُّه بهم؛ لذلك ينبغي الاعتصامُ بالكتاب والسنَّة اعتقادًا وعلمًا وعملًا؛ لأنه السبيلُ الوحيدُ للتخلُّص مِنَ البِدَعِ وآثارِها السيِّئة |
---|---|
أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! وجاء في صحيح البخاري أن عمر -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- قال: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم ، وجاء في رواية صحيحة في البيهقي: | الثالث: الفرح معهم ومشاركتهم ذلك |
ومِن الأمثلة على عدم جواز اجتِماع البَدَل والمُبدَل منه؛ ما جاء في أن المؤمنَ تقول له الملائكة في قبره: انظر إلى مقعدك في النار قد أبدَلَك اللهُ مقعدًا في الجنة، فيراهما جميعًا ، فهل يجتمع رؤية مقعد المؤمن في الجنة، ومقعده في النار إلى يوم القيامة، أم سيرى مقعده في الجنة إلى يوم القيامة بعد أن يرى مقعده من النار ليزداد شكرًا لله؟! رابعاً: وينهى أيضاً عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها: أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وانشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل.
ختاما في ظل هذه المنكرات العظيمة، على الإنسان أن يسلم بنفسه وأهله، وأن يعلم أبناءه بأن هذا الأمر من المحرمات، وأن العيدين اللذين لدينا هما عيدا الفطر وعيد الأضحى، وأن يبذل الإنسان النصيحة لكل من استطاع أن يبذلها له | |
---|---|
وهذا الاحتفال فيه تشريع عيد لم يأذَن به الله؛ فالله شرَع لنا عيدين - الفِطر والأضحى- وأبْدَلنا بأعياد الجاهلية عِيدين، فكيف نشرع عيدًا زائدًا من عند أنفسنا؟! وقد قرر علماء الأمة رحمهم الله جميعًا أن الاحتفال بهذا اليوم، منكر لا يحل لمسلم فعله |
وإن هنَّأنا الكفارُ بأعيادنا فلا يجوز لنا أن نُهنِّئهم بأعيادهم؛ لوجود الفارق بين أعيادنا وأعيادهم، فأعيادنا حقٌّ من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، وعلى أقل تقدير فهي منسوخة بديننا، فإن هنَّؤونا على الحق، فلن نُهنِّئهم على الباطل.
19