الاحسان ان تعبد الله. معنى الإحسان

« الهاء » : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه الفرق بين الإحسان والإيمان روى رضي الله عنه في حديث طويلٍ ورد فيه تَعريف والفرق بينه وبين الإيمان؛ حيث يقول: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا قال: صدقت، قال فعجبنا له، يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان
« ترى» : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنت « الكاف » : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول

اذا عرفت ان الاحسان هو ان نعبد الله وكاننا نراه وعندما صليت كنت حاضر القلب وخاشعا فاي مراتب الاحسان وصلت الى

« يراك » : « يرى » : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو.

أنواع الإحسان
« إنّه » : « إنّ » : حرف توكيد ونصب
معنى قوله: (أن تعبد الله كأنك تراه)
« والواو » : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل وجملة يتطاولون في محل نصب مفعولاً ثانياً على اعتبار أن رأى ترى علمية ، ويجوز إعرابها حالاً على اعتبار أنها بصرية
إحسان (إسلام)
وهو للحيوان بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض، وبعدم تكليفه ما لا يطيق، وحمله على ما لا يقدر، وبالرِّفق به إن عمل، وإراحته إن تعب
الخطبة الأولى الحمد لله رب العالمين أمر بالإحسان، وأخبر أنه يحب المحسنين، وأشهدٌ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين، وأشهدٌ أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثير، أما بعد: أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن الله سبحانه أمر بالإحسان وأخبر أنه يحب المحسنين وأنه مع المحسنين قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ والإحسان معناه في اللغة إتقان الشيء وإتمامه وأما الإحسان في الشرع فهو في مقابل الإساءة قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ والإحسان يكون فيما العبد وبين ربه بعبادته وحده لا شريك له مخلصاً له الدين وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وقال سبحانه: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ والإحسان في عبادة الله يكون بإخلاصها لله عز وجل فلا يدخلها شرك ولا ريا ولا سمعة ويكون أيضاً بإتقانها على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يكون فيها بدعة ولا إحداث يبين هذا قوله صلى الله عليه وسلم: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي أن تعبد الله سبحانه على وجه اليقين والإيمان الصادق حتى كأنك ترى الله سبحانه وتعالى فتحسن العبادة بين يديه وتتقيه وتستحي منه وتذل بين يديه سبحانه وتعالى أن تعبد الله كأنك تراه لأن الله سبحانه وتعالى لا يرى في هذه الدنيا بالأبصار لا يرى في الأبصار في هذه الدنيا وإنما يرى في القلوب يرى سبحانه وتعالى في القلوب وذلك بقوة الإيمان واليقين واستحضار عظمة الله سبحانه وتعالى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك أي إذا لم تبلغ هذه المنزلة الرفيعة فعبد الله اعلم انه يراك سبحانه وتعالى ويرى تصرفاتك ويعلم ما في قلبك وما في نيتك فأحسن العمل لله سبحانه وتعالى، أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه يعني إذا لم تبلغ هذه المنزلة فاعلم أنه يراك سبحانه وتعالى وهو مطلع عليك فإذا علمت ذلك أحسنت العمل له وأتقنته وخف منه سبحانه وتعالى هذا هو الإحسان فيما بين العبد وبين ربه، والإحسان أيضاً إلى المخلوقين الإحسان بعد الإحسان فيما بين العبد وبين ربه يأتي الإحسان بين العبد وبين المخلوقين وأول ذلك: الوالدان والأقارب واليتامى والمساكين قال سبحانه وتعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً وهذه الآية تسمى آية الحقوق العشرة لأن الله سبحانه وتعالى ذكر فيها عشرة حقوق بدأ بحقه سبحانه وتعالى ثم بحق الوالدين ثم بحق الأقارب إلى بقية الحقوق المذكورة فيها وهذا من الإحسان بين العبد وبين المخلوقين، كذلك يكون الإحسان إلى الناس حتى فيمن يستحق العقوبة فتطبق عليه العقوبة بإحسان من غير إسرافٍ ومن غير تساهل، وكذلك حتى في ذبح البهائم التي تذبح للأكل قال صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ، فإذ كان أحد يستحق القتل إما بقصاص وإما بحد من حدود الله فإنه يقتل على الصفة المريحة التي ليس فيها تعذيب وليس فيها تمثيل وإنما يقتل بآلة حادة ويسرع في إزهاق روحه ولا يعذب ولا يحبس ولا يصبر عند القتل وإنما يبادر بقتله ويراح ولا يصبر بمعنى أنه يوضع للقتل ثم يتأخر في قتله ولا تستعمل الآلة الكالة التي تعذبه هذا فيمن يستحق العقوبة، وكذلك البهائم يا عباد الله، فإنها تحس وتتألم فعليكم بالإحسان إليها عند ذبحها قال صلى الله عليه وسلم: وليحد أحدكم شفرته أي السكين وليرح ذبيحته فلا يذبحها بآلة كالة تعذبها ولا يسي في قطع حلقومها ومريئها وإنما يجهز عليها بسرعة، وكذلك لا يذبحها بحضرة أختها بحضرة بهيمة أخرى بل يذبحها في مكان منعزل ولا ترى البهائم بعضها بعضا وهي تذبح لأن هذا من التعذيب وهي تحس وتتألم وللإحْسَان ضِدَّان: الإساءة، وهي أعظم جرمًا، وترك الإحْسَان بدون ، وهذا محرَّم، لكن لا يجب أن يلحق بالأوَّل، وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى، والمساكين، وتفاصيل الإحْسَان لا تنحصر بالعَدِّ، بل تكون بالحَدِّ
أي: إلى كلِّ شيء، أو على بمعنى: في، أي: أمركم بالإحْسَان في كلِّ شيء، والمراد منه العموم الشَّامل للإنسان حيًّا وميتًا الإحسان يحيط الحياة كلها في علاقات العبد بربه، وبأسرته، والجماعة، وعلاقته بالبشرية بشكل عام، بل وعلاقته بالمخلوقات كلها، فكل قوانين التعامل ترجع إلى الإحسان، وقد جاء في فضل الإحسان أن رسول الله قرأ الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وقال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يثقّل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار؟ قال: فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه ولأقرّ لأعينهم ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ، وقد أعلن جل وعلا محبته لعباده المحسنين في أكثر من آية فقال الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ، وأخبر تعالى أن رحمته قريبة من المحسنين، فقال وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ، وطمأن المحسنين بأن إحسانهم محفوظ، وعملهم مشكور، وفعلهم مبرور، فقال تعالى وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ، بل أدخل السرور عليهم، وأعلن البشارة لهم، فقال في آيات كثيرة: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ، كما أن الله تعالى أعطى على الإحسان ما لم يعط على غيره فقال تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وبذلك فإن له ركن واحد

« شديد » : صفة لرجل مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة ، وهي مضاف.

27
أنواع الإحسان
« جلوس » : خبر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
اذا عرفت ان الاحسان هو ان نعبد الله وكاننا نراه وعندما صليت كنت حاضر القلب وخاشعا فاي مراتب الاحسان وصلت الى
قال القاضي عياض رحمه الله: وهذا الحديث قد اشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان وأعمال الجوارح، وإخلاص السرائر، والتحفظ من آفات الأعمال، حتى إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه، ومتشعبة منه، وعلى هذا الحديث وأقسامه الثلاثة ألَّفْنا كتابنا الذي سميناه بالمقاصد الحسان فيما يلزم الإنسان إذ لا يشذ شيء من الواجبات والسنن والرغائب والمحظورات والمكروهات عن أقسامه الثلاثة والله أعلم
معنى الإحسان
« تعبد » : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت