والعلم بأنّ فريضة الصيام كُتبت على غير المسلمين من الأُمم فيه دليلٌ على عِظم عبادة الصوم وأهميّتها، فهي من التي فيها الصلاح والخير ونيل الثواب الكبير، كما أنَّ العلم بذلك فيه تهوين على المُكلّفين بهذه العبادة، ولكن معرفة أسماء تلك الأُمم التي فُرض عليها الصيام لا يُعدّ أمراً جوهرياً في الدين، ولو كان كذلك لأخبرنا الله -عز وجل- به | |
---|---|
من اول من صام من الانبياء سؤال يتساءلهُ الكثير من المسلمين، وذلك بهدف معرفة المزيد عن العبادات والفرائض التي نؤديها، وعن أصلها، ومتى فُرضت، وعن الغايات التي يُراد منا أن نصلَ إليها حين نقوم بهذه العبادات، والصيام هو الركن الرابع في الإسلام، وهو عبادة فرضت في الديانات السابقة، وفي هذا المقال سنبيّن أول من صام من الانبياء، ونوضح كيف كان صيام الأنبياء، والغاية من معرفة إن الصيام كُتبَ على الأمم السابقة، والحكمة من فرضهِ على المسلمين | ويشير العلماء إلى أن حكمة الله جاءت بصيام أول بشري ينزل إلى الأرض للشكر والتقرب من الله عزل وجل |
الصيام في الأمم السابقة يُعَدّ الصيام فرضاً من الله -سبحانه وتعالى- على الأمّة الإسلامية، إلّا أنّه لم يقتصر عليها، فقد كُتب على الأمم السابقة أيضاً؛ حيث تُظهر النصوص الواردة في الكتب المُقدَّسة الخاصّة باليهود والنصارى أنّ الصيام كان موجوداً عندهم، وقد كانت بعض الطوائف تصوم في أوقات الشدّة التي يُخيّم فيها الحزن، وتقع فيها المصائب، وقد ورد في التوراة أنّ موسى -عليه السلام- صام أربعين يوماً، وأنّ اليهود كانوا يصومون في أوقات الضراعة؛ اعترافاً لله بذنوبهم، فيكون الصيام كالتوبة عن تلك الذنوب، بالإضافة إلى وجود صيام مرتبط بمناسبات مُعيّنة من السنة عندهم، أمّا فيما يتعلّق بصوم المسيح -عليه السلام-، فقد ورد في الإنجيل أنّ المسيح صام أربعين يوماً، وأنّ حواريّيه أيضاً كانوا يصومون معه، وما ورد في الكتب المُقدَّسة من صيام الأمم السابقة إنّما هو شاهد على قوله -تعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ، والصيام المفروض في الإسلام يشابه صيام الأمم السابقة في أصل الصيام كعبادة، إلّا أنّ الاختلاف في كيفيته وغاياته.
15أول من صام من الأنبياء أول من صام من بني آدم هو آدم عليه السلام، عندما هبط بأمر من الله إلى الأرض بعد عصيانه أوامر الله في الجنة؛ فصام شكرا لله أن قبل دعاءه وتاب عليه وغفر له ذنبه، الذي كان السبب في خروجه من الجنة هو وزوجته، وصيام آدم عليه السلام كان ثلاثة أيام في كل شهر وهي الأيام البيض اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري | حكمة التذكير بفرضية الصيام على الأنبياء يُعدّ الصيام من الفروض على المسلمين، إلا أنَّه لم يقتصر عليهم فقط، فقد فُرض على غيرهم من الأُمم الكتابية السابقة، وهنا تكمُن الحكمة في ذلك؛ إذ إنّ تذكير المسلمين بأنَّ الصيام كُتب على غيرهم من الأُمم فيه مواساة وتسلية لهم، وفيه تخفيف عليهم من مشقة الصوم وتعبه، والإقبال على هذه العبادة بنفسٍ مطمئنة، فالصيام شريعةٌ استمرّت على مرّ العصور، فسار الأنبياء والصالحون على هذا التشريع، وهم قدوة للمسلمين في ذلك، فترتفع همّة المسلم اقتداءً بمن سبقه من الصالحين |
---|---|
وبداية آدم عليه السلام مع الصيام، وكان عند نزوله إلى الأرض شكرًا إلى الله بعدما قبل منه توبته | في أيام البيض كان أول صيام للأنبياء والناس كلًا ، وبعد ذلك شهد البشر أكثر من صيام في عصور متعددة وفيما بينها |
وأول من صام في الإسلام هو النبي صلى الله عليه وسلم وصام أصحابه اقتداء بفعله وامتثالاً لأمره.
25