فالعبادة ما تكاد تستقر حقيقتها في قلب المسلم، حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وحركة وبناء | أما في اصطلاح العلماء: فإن العلماء لهم تعريفات كثيرة، وأقوال متعددة حول تعريف العبادة، لكن أشهرها وأجمعها وأولاها: تعريف شيخ الإسلام رحمه الله؛ حيث عرَّفها في كتاب له مستقل حول هذه القضية المهمة |
---|---|
فيقولوا : كما اشترط الشرع في عبادة الله الاعتقاد فكذلك عبادة غير الله يشترط فيها الاعتقاد! قال الإمام النووي رحمه الله: "ومعناه: أنا أغنى عن المشاركة وغيرها، فمن عمل شيئًا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير |
فعلينا أن نُروض القلوب على طاعة الله سبحانه، وأن نلينها بتلاوة كتابه وكثرة ذكره وشكره، والصلة به جل وعلا؛ فإن من فعل ذلك حري أن يكون على صلة دائمة، وعلى تذكر تام، وعلى قيام حقيقي بالواجب الذي خلقه الله من أجله، ألا وهو جانب العبودية لله سبحانه وتعالى، وأترك لكل واحد أن يختبر قلبه، وأن يزن نفسه بميزان الشرع؛ ليرى مدى صحة قلبه من مرضه.
17الشرط الثالث- صحَّة المعتقَد، ودليله قوله تعالى: }وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا | تقول له رضي الله عنها: لم تفعل هذا يا رسول الله! تقسيم العبادة إلى باطنة وظاهرة العبادات كثيرةٌ ومتنوعة، فمنها: ما هو من أعمال القلوب، وهو ما يسمى بالأعمال الباطنة: كالتوكل على الله، ورجاء ما عنده، والخوف منه جلَّ وعلا |
---|---|
إلى غير ذلك من عقائدهم الباطلة |
المسلمون في مساجدهم في عبادة من أعظم العبادات، يترددون إليها؛ امتثالاً لأمر الله سبحانه وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام، وكذلك خارج المساجد وهم في بيوتهم عليهم أن يقوموا بالتربية، وعليهم أن يقوموا بالتوجيه، ويحموا بيوتهم وأسرهم من الفساد ووسائله، وعليهم أن يربوا أبناءهم، ويرعوا نساءهم وبناتهم عمَّا حرَّم الله عزَّ وجلَّ.
26ومنها أنَّ الله — سبحانه وتعالى — يريد من عبده تكميل مراتب عبوديته بالتوبة التي هي من أحبِّ عبوديات عبده إليه، فكذلك تكميلها بالرجاء والخوف، ومنها أنّ في الرجاء من الانتظار والترقُّب والتوقُّع لفضل الله ما يُوجب تعلُّق القلب بذكره ودوام الالتفات إليه بملاحظة أسمائه وصفاته" والفوائد أكثر من أن تحصى | |
---|---|
فاشتمل الحديث على بعض الآداب، وجعل الشارع القيام بها عبادة يُثاب عليها المسلم إذا نوى أنه إنما قام بها من أجل الله عزَّ وجل، كما أن التحلِّي بالأخلاق يُعتبر عبادةً أيضًا، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق» | قال سهل بن عبد الله: "ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب" |