إنجازات جرير بن عطية يمكنُ القول في هذا المقام إنَّ جرير استطاع أن يجمع في قصائده جميع أغراض الشعر العربيّ المعروفة عند العرب، واستطاع أن يبدع في أغلب الأغراض في ذلك العصر، فقد كتب جرير الهجاء وكان هجَّاء سليط اللسان، وكتب في المديح وكان بارعًا به أيضًا وتغزَّل وأبدع | |
---|---|
أما موضوع فخره فنفسه وشاعريته، ثم قومه وإسلامه | كان عفيفًا في غزله،متعففًا في حياته، معتدلا بعلاقاته وصداقاته |
ويختتم القصيدة ببيت رائع شهير بالفخر.
4فهو إذا مدح الحجاج أو الأمويين بالغ في وصفهم بصفات الشرف وعلو المنزلة والسطوة وقوة البطش، ويلح إلحاحا شديدا في وصفهم بالجود والسخاء ليهز أريحيتهم، وقد يسرف في الاستجداء وما يعانيه من الفاقة |
وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التوا.
15فمن قوله يمدح عبد الملك بن مروان ألســتم خـير مـن ركـب المطايـا وأنـــدى العــالمين بطــون راح ومن قوله يمدح عمر بن عبد العزيز إنــا لنرجـو إذا مـا الغيـث أخلفنـا مـن الخليفـة مـا نرجـو مـن المطر نــال الخلافـة إذ كـانت لـه قـدرا كمـا أتـى ربـه موسـى عـلى قـدر ومن أبياته التي تفرد فيها بالغزل وترنم بها المغنون: إن العيـون التـي فـي طرفهـا حـور قتلننــا ثــم لــم يحــيين قتلانـا يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضعـف خـلق اللـه إنسـانا ومنها أيضا قوله: نصبـن الهـوى ثـم ارتميـن قلوبنـا بــأعين أعــداء, وهــن صـديق أوانس, إمـــا مــن أردن عنــاءة فعــان, ومــن أطلقنــه فطليــق ومن قوله في الفخر: إذا غضبــت عليــك بنــو تميـم حســبت النــاس كــلهم غضابـا ومن قوله في الهجاء: فغــض الطـرف إنـك مـن نمـير فــلا كعبــا بلغــت ولا كلابــا ومن قوله في التهكم: زعــم الفـرزدق أن سـيقتل مربعـا أبشــر بطــول سـلامة يـا مـربع توفي جرير في اليمامة عن 82 عاما | |
---|---|
عندما ولد جرير وضعته أمه لسبعة أشهر من حملها، ورأت رؤيا مفزغة فذهبت إلى العراف حتى تفسر الرؤيا فعادت تقول: قصصتُ رؤياي علي ذاك الرّجل فقال لي قولاً، وليت لم يقل لـتَلِدنّ عـضلة مـن الــعضل ذا منـطق جزلٍ إذا قال فصل نشأ جرير في بادية نجد وعاش فيها، كان والده فقيراً، لكن جده أبو والدته الملقب بالخطفى حذيفة بن بدر من الأغنياء, إذ كان يمتلك أعداد كبيرة من الجمال والغنم |
وتكثر في أماديحه لهم الألفاظ الإسلامية والاقتباسات القرآنية.