فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام، للشيخ ابن عثيمين، مدار الوطن للنشر، الطبعة الأولى 1430 - 2009م | وعن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين |
---|---|
تجنب لومهما وتقريعهما والتعنيف عليهما | الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله تعالى سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روى الطبراني والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بِرُّوا آباءكم تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفَّ نساؤكم» |
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سَخَطِ الوالدين».
1مما تقدّم يجدُ المتأمّل أنّ أقصر طريقٍ لنيل رضوان الله تعالى هو الإقبال على رضا الوالدين، فطاعة الوالدين من طاعة الله، لأنه يفتحُ الآفاق للإنسان بينه وبين رضا الله تعالى ورضا رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ويزيدُ اتّصاف الإنسان بسمة الإنسانية التي تتجسّد بالرحمة والعطف على مَن باتَ يرعاهُ في كنفِهِ ويقدّم له كلّ غالٍ ونفيس لكي يتقدّم في دروب الحياة يومًا بعد يوم | فما ذكرت من أن والديك راضيان عنك فنرجو أن يكون ذلك سببا في رضا الله سبحانه وتعالى عنك |
---|---|
مشروع موسوعة الأحاديث النبوية وترجماتها: مشروع متكامل لاختيار الأحاديث النبوية المتكررة في المحتوى الإسلامي وشرحها بصورة مبسطة ووافية، ثم ترجمتها بجودة عالية وفق إجراءات دقيقة إلى اللغات الحية، وإتاحتها مجاناً بكل الوسائل المتاحة | لذلك المعنى السّامي ولأنّ الإسلامَ دين الأخلاق الذي يحرصُ على كونِ المُسلم نموذجًا كاملًا للارتقاء بالمجتمع يحرصُ هذا الدين على العناية بالوالدين وإكرامهما، لأن الضمير الإنساني لا يقبلُ أن يُسيءَ لمن أحسنَ إليه فكان سببًا لوجوده في هذا العالم، ويقرّبه الإحسانُ إلى الله تعالى كما تقرّبه أعظمُ العبادة، لأن بر الوالدين من أعظم العبادات، وقد جعل الله تعالى برّهما معبرًا للابنِ إلى سعادته، فبر الوالدين يبسطُ للإنسان طريقًا من الجنة أمامه، ويجعل رِضاهما سببًا في راحة بالِهِ وسعادته في الدنيا والآخرة، فهما نور البصيرةِ التي بها يرى طريقه، فيسري دعاؤهما لابنهما البارّ في ميادينه كلها، ومن تلك اليدين المباركتين تجلو له الحياةُ نعيمها |
بـرُّ الوالدين المشركين: كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَيَّر بي، فيقال: يا قاتلَ أمه.
10فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له | |
---|---|
رواه الترمذي وقال: حسن صحيح | وقبلهما على رأسيهما وإذا ألقى أحدهما عليك السلام فرد عليه وأنظر اليه مُرّحِبَاً |
هذا فى حال حياتهما، فأمّا بعد وفاتهما فبصدّق الدعاء لهما، وأداء الصدقة عنهما، وحفظ وصيتهما على الوجه الذي فعلاه، و إلى من كان من أهل ودّهما ومعارفهما.
20