فقد كان بعض لا يأخذون ببعض حديثه، فقد روى أنه سمع يقول: « كان أبو هريرة » | عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة بعد ما جاء من نبذة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- وحديث عن إسلام أبي هريرة، سيتم الحديث عن عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- وفي هذا السياق يمكن القول إنَّ أبا هريرة أسلم في السنة السابعة للهجرة، والرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- توفِّي في السنة الحادية عشرة للهجرة، وهذا يعني إنَّ أبا هريرة لازم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مدة زمنية لا تزيد عن خمس سنوات، ولكنَّ سعة حفظه وسرعة بديهته وحضوره الذهنيُّ ساعده على حفظ عدد كبير من الأحاديث النبوية عن رسول الله، فكان عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله حوالي 5374 حديثًا، واتفق الشيخان أي ومسلم على 326 حديثًا منها، وقد جمع له المحقق وأحصى شعيب الأرناؤوط حوالَيْ 3870 حديثًا في تحقيقه لمسند الإمام أحمد، والله أعلم |
---|---|
لكن ما يهمّنا هنا أن نشير إلى حقيقة مهمة جدا تسقط أمامها كل هذه الطعون المعتمدة على روايات موضوعة سقوطًا مدويًا: وهي أنّ الإحصاء الحديث الذي عرضناه هنا يُنصف أبا هريرة رضي الله عنه ويؤكّد نزاهته ومصداقيّته | أجبنا على السؤال الذي رواه |
فمثلا يمكنني أن أقول: "قال أبي كذا وكذا"، بينما أنا سمعت الكلام من أخي الذي سمعه عن أبي؛ فرويته عن أبي مباشرة ثقةً بأخي واختصارا للكلام.
6عدد أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه - تحقيق واستقراء إعداد محمد بن علي بن جميل المطري الحمد لله الذي أحصى كل شيء عددا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه عدد ما أحصى كتابه، أما بعد: فمشهور عند كثير من الناس أن أحاديث أبي هريرة أكثر من 5000 حديث، وقد تتبع جماعة من الباحثين المعاصرين أحاديث أبي هريرة رضي الله عنه في الكتب التسعة التي هي أمهات كتب الحديث: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد وموطأ مالك وسنن الدارمي؛ فوجدوا أن أحاديث أبي هريرة بعد حذف المكرر 1475حديثاً فقط، وفي هذا العدد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله عنه والأحاديث غير الصحيحة التي لم تثبت عنه | التعجُّب من كثرة رواياته لم يتقبّل بعض إكثار أبي هريرة الرواية للحديث النبوي كالخليفة الثاني الذي قال لأبي هريرة: « لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس»، لرؤية عمر ضرورة الإقلال في رواية الحديث عن النبي محمد في زمان خلافته، مخافة انشغال الناس بالحديث عن القرآن، ومع هذا فقد سمح عمر لأبي هريرة بالتحديث بعد أن أرسل يطلبه، وقال له عمر: « كنت معنا يوم كنا مع رسول الله في بيت فلان؟»، فقال أبو هريرة: « نعم، وقد علمت لأي شيء سألتني»، فقال عمر: « ولم سألتك؟»، فردّ أبو هريرة قائلاً: « إن رسول الله قال يومئذ: من كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار»، فقال عمر: « أما لا، فاذهب فحدّث»، وهي إجازة من عمر لأبي هريرة بالتحديث |
---|---|
عاش أبو حرير حتى وصل الخلافة صلى الله عليه وسلم ورث دولة البحرين وعاش أيضًا من 40 هـ لـ 41 هـ ، ثم في علم الناس -صلى الله عليه وسلم- حتى وفاته الله | فمثلا: لو سمع أبو هريرة حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلّم من أبي بكر الصدّيق، فإنّه قد يحدّث في مجلس من المجالس قائلا: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم…"، وليس في هذا عيب، ولهذا علّق الذهبي مباشرة بعد نقله لقول شعبة وهو ما لا يذكرونه! إنّ تراكم العلم وإمكان إحصاء السنن اليوم مع الوسائل الحديثة في الإحصاء، كل ذلك جعلنا نتأكّد من نزاهة أبي هريرة رضي الله عنه، وبطلان جميع ما رُمي به من خصومه قديمًا وحديثًا، والذين زعموا أنه كان يضع الحديث على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأغراض سياسية، وذلك لسببين موضوعيين: " هذا هو أبو هريرة رضي الله عنه، الصحابي الجليل الذي تصدّى لمهمّة علمية جليلة أفادت الأمة من بعده، فعزّزت رواياته رواياتٍ أخرى رواها صحابة آخرون " أولا: أنّ الغالبية العظمى مما رواه أبو هريرة أكثر من %90 من رواياته لم يتفرّد به، بل رواه غيره من الصحابة، مما يعني أنّه كان صادقًا فيما يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يختلقه من عنده لخدمة أجندة سياسية لبني أمية كما يزعمون! وقد كتب الوليد بن عتبه إلى الخليفة يُنبأه بموت أبي هريرة، فكتب معاوية إليه يأمره بأن يحصي ورثة أبي هريرة، وأن يمنحهم عشرة آلاف درهم، وأن يُحسن جوارهم |