ليس الصديق الذي تعلو مناسبه قصيدة الشاعر محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري، أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثمّ أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان، أمّا شعره فيصح اتخاذه فاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر، وهذه إحدى قصائده الذي يتحدث فيها عن الصديق الحقيقي: لَيْسَ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَة ٍ وَلاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ لا كالذي يدعى وداً، وباطنهُ من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ يذمُّ فعلَ أخيهِ مظهراً أسفاً لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ وَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملة ٍ فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ إلى صديق إيليا بن ضاهر أبي ماضي 1889م-1957م من كبار شعراء المهجر، ومن أعضاء الرابطة القلمية فيه، ولد في قرية المحيدثة بلبنان، وسكن الإسكندرية سنة 1900م، أولع بالأدب حفظاً ومطالعةً ونظماً وهذه إحدى قصائده الجميلة التي يعبر فيها عن شوقه لصديقه: يا من قربت من الفؤاد وأنت عن عيني بعيد شوقي إليك أشدّ من شوق السليم إلى الهجود أهوى لقاءك مثلما يهوى أخو الظمأ الورود و تصدّني عنك النوى وأصدّ عن هذا الصدود وردت نميقتك التي جمعت من الدرّ النضيد فكأنّ لفظك لؤلؤ وكأنّما القرطاس جيد أشكو إليك ولا يلام إذا شكى العاني القيود دهراً بليدا ما ينيل وداده إلاّ بليد ومعاشراً ما فيهم إن جئتهم غير الوعود متفرّجين و ما التفرنج عندهم غير الجحود لا يعرفون من الشجاعة غير ما عرف القرود سيّان قالوا بالرضى عنّي أو السخط الشديد من ليس يصّدق في فليس يصدّق في الوعيد نفر إذا عدّ الرجال عددتهم طيّ اللحود تأبى السماح طباعهم ما كلّ ذي مال يجود أسخاهم بنضاره أقسى من الحجر الصلود جعد البنان بعرضه يفدي اللجين من الوفود ويخاف من أضيافه خوف الصغير من تعس امريء لا يستفيد من الرجال ولا يفيد وأرى عديم النفع إنّ وجوده ضرر الوجود حبّذا حشمة الصديق الشاعر علي ابن العباس بن جريج أو جورجيس الرومي أبو الحسن، وهو شاعر كبير من طبقة بشار والمتنبي، روميّ الأصل، ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً، أسلوبه الشعري مميز ومن قصائده الجميلة قصيدته في الصديق: حبَّذا حِشمة ُ الصديق إذا ما حَجَزتْ بينه وبين العقوقِ حين لا حبَّذا انبساطٌ يؤدّيـ ـه إلى بخسِ واجباتِ الحقوقِ وُكِّلتْ حاجتي إليك فأضحت وهي مني بموضع العَيوقِ وجعلت الصديق أولى بأن يلـ ـغى ويرضى بخلَّبات البروقِ أحمدُ اللَّه ما وردتُ من الإِخ وان غير المُكدِّر المطروق وإلى اللَّه أشتكي أن ودِّي ليس ممن ودِدتُ بالمرزوق مِقتي غيرَ وامقٍ تقرعُ القلـ ـب فطوبى لوامقٍ موموق كم ترى لي ذخيرة ً عند خِلٍّ سقطت من جِرابه المخروق أيها المعشرُ الهداة إلى الرُشـ ـدِ أبينوا لنا بيان الصَّدوق أين مَنْجاتُنا إذا ما لقينا من مُسيغ الشجا شجا في الحلوق | جلب الندامة صحبة الأشرار والناس كالأشجار هذي يجتنى |
---|---|
فليس بعارفٍ طرقَ السخاءِ وقال الشاعر الكبير ورئيس وزراء مصر الأسبق محمود سامي البارودي عن الصداقة: لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ بلِ الصديقُ الذي تزكو شمائلهُ إنْ رابكَ الدهرُ لمْ تفشلْ عزائمهُ أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسائِلُهُ يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ وَ لاَ تغبكَ منْ خيرٍ فواضلهُ لا كالذي يدعى وُدًّا وباطنهُ من جمر أحقادهِ تغلى مراجلهُ يذمُّ فعلَ أخيهِ مُظهرًا أسفًا لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ وَذاكَ منهُ عداءٌ في مجاملةٍ فَاحْذَرْهُ، وَاعْلَمْ بَأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ |
آيات مختلفة عن الصديق نجح العديد من الشعراء في تصوير صديقهم وإعطائه جميع الحقوق للتحدث عن فضائله وصفاته ، لذلك سنقدم بعض الآيات المخصصة لمدح الصديق على النحو التالي: نصرخ أيها الرفيق الذي يرفع رأسه … ندفع له الميزان ونكرم جانبه | أما أبو الفتح البستي فقال في شعره عن الأصدقاء والأصحاب: إذا اصطفيتَ امرأً فليكنْ شريفَ النِّجار زكيَّ الحَسَبِ فنذل الرجالِ كنذلِ النَّباتِ فلا للثمارِ ولا للحطبِ |
---|---|
فذاكَ لما يقولُ هو الفعول الصداقة في الدين ذكر القرآن الكريم الصداقة أيضًا، وحث على أهمية الصداقة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ | الأنانية تعد وحب النفس من أكثر الصفات التي توضح أن هذا الصديق صديق مصلحجي يحب نفسه أكثر من أي شيء آخر ومن أي شخص آخر، وهؤلاء الأشخاص ينظرون من بعد وجانب واحد فقط طوال حياتهم، ألا هو احتياجاتهم فقط لا غير، فيقوموا بالاتصال والتواصل مع أصدقائهم حين يريدون منهم شيئاً فقط، ولكنهم لا يقفون بجانب نفس الأصدقاء عندما يحتاجوهم في شيء، فحب النفس وإتمام احتياجاتهم الشخصية هو الأمر المسيطر على أذهانهم وتفكيرهم |
من يرافقك لن يتركك بسم الله ، فإن كان قد عاش معك إلى الأبد فلن يكون له.
7أبو العتاهية يصف أصدقائه بإخوانه ويقول: لا إنّما الإخْوانُ عِنْدَ الحَقائِقِ ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ أقرُّ لعيني من صديقٍ موافقِ وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُ وَاثِقِ أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْ خَلائِقِ وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّةٍ وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ما عِشتُ، رَازِقي صَفيٌّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ | |
---|---|
وجهلــت، كان الحلم رد جــوابه واذا طربــــتــ إلى المدام شربت من | ولكنْ ليسَ يفعَلُ ما يَقُول سوى خل لهُ حسب ودين |