قلتم: أوليس هذا ثناء من الله — عز وجل — على المهاجرين والأنصار وتأكيد إيمانهم ، كيف يكون ثناء على كل المهاجرين والأنصار؛ بل ثناء على السابقين منهما، والذين اتبعوهم بإحسان، وعندئذٍ لودل دليل على عدم التبعية أوشككنا في كونه تابعًا بإحسان، فالآية لا تكون دليلاً على العدالة في مورد الشك، فإذا كان قيد الموضوع بالإحسان مشكوكًا فيه، لا يحكم بالدخول؛ لأنَّ الحكم لا يثبت موضوعه، كما بيَّن في علم الأصول، نعم إن أحرزت التبعية بإحسان لعمته الآية | |
---|---|
وأين أصحاب النبي — صلى الله عليه وسلم — الذين قاموا بأمر الدين بعد نبيهم خير قيام، فقاتلوا المرتدين، وجاهدوا الكفار والمنافقين، وفتحوا بذلك الأمصار، حتى عم دين الله كثيراً من الأمصار، من أولئك المنقلبين على أدبارهم | ثمَّ توفي رسول الله — صلى الله عليه وسلم — وخلفه أفضل البشر وأعظمهم بعد الأنبياء صاحب رسول الله — صلى الله عليه وسلم — منذ بعثته ورفيقه في هجرته وضجيعه في حجرته — رضي الله عنه — ورفع درجته أبوبكر الصدِّيق فكان الصحابة معه على مثل ما كانوا مع رسول الله — صلى الله عليه وسلم — في نصر الدين والتعاون على البر والتقوى ولم ينتقص من سيرتهم شيء — رضي الله عنهم - |
.
وأشدهم طرداً من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم مثل الخوارج على اختلاف الفرق | لواتبعنا قاعدتكم هذه في بقية الآيات فأخرجناها عن معناها واعتقدنا أن لا وعد ولا ثناء على أحد من الصحابة وأنَّهم جميعًا معرضون للردة رغم دلالة الآيات على نجاتهم وإيمانهم ومطابقة الأحاديث لمعنى الآيات بالثناء على أهل بدر وأهل بيعة الرضوان لوفعلنا ذلك لشككنا في جميع الصحابة ولأمكن للكفار والمنافقين أن يشككوا في إيمان جميع الصحابة |
---|---|
فيرد عليهم بأنهم ليسوا من هؤلاء بل هؤلاء جاءت فيهم فضائل | انتهى فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا العلامة الكاشانى عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول : في المجمع عن أمير المؤمنين ع هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره |
وقال علي رضي الله عنه: «فمشيت عند ذلك-أي عندما ارتد من ارتد من العرب- إلى أبي بكر فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق، وكانت كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسّر وسدد وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً» | وجاء في رواية أخرى بلفظ رهط فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي |
---|---|
ومن الموالي: زيد بن حارثة رضي الله عنه | فكان ابن أبي مُليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نُفتن عن ديننا |
صواب خطأ أسعدنا أن قمنا بتقديم لكم تفاصيل عن الصحابي هو من لقي النبيَّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ومات على ذلك.
23