فلمَّا أبوا أن ينتهوا عن الوصال, واصل بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: لو تأخَّر الهلال لزدتكم | |
---|---|
وإلى التشدد ترجع كثير من المترادفات كالتعنّت: وهو بمعنى التشدد، ويعني المشقة، وهو عكس التيسير، وقد ورد في حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا وَلَا مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا رواه مسلم 1478 | عن الفضيل بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "اتقوا الله وعظموا الله، وعظموا صلى الله عليه وآله |
وكل هذه الأمور ونحوها مما يندرج تحت مفهوم الإعراض عن شرع الله، وتثير غيرة الشباب المتدين، وحين لا يظهر له السعي الجاد لتغيير الحال وإنكار المنكر، يلجأ إلى التصدي لهذه الانحرافات بلا علم ولا حكمة.
9أما الذي يخرج على المسلمين بالسيف فيقتّل الأبرياء المستقيمين على شرع الله ويفرّق المسلمين، والذي يصوم الدهر كله، ويصلي الليل كله بلا نوم، ويترك الزواج بالكلية، ولا يأكل اللحم مطلقاً، ويعيش نباتياً هذا الذي يمكن أن نسميه متطرفاً ومغالياً ومتزمتاً ومتشدداً، أما أن نأتي إلى رجل من عباد الله الصالحين، استقام على شرع الله، يؤدي الصلوات في المساجد، عرف معنى الإيمان، وعرف معاني العقيدة الصحيحة، التزم بشرع الله باطناً وظاهراً في مظهره، ثم نسميه متطرفاً أو غالياً في الدين فهذا لعمر الله هو التطرف بحده | أ- الغلو : ورد لفظ الغلو في موضعين من القرآن الكريم هما: 1 |
---|---|
تاسعا - تصدر حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام: وأشباههم للدعوة والشباب بلا علم ولا فقه، فاتخذ بعض الشباب منهم رؤساء جهالا، فأفتوا بغير علم، وحكموا في الأمور بلا فقه، وواجهوا الأحداث الجسام بلا تجربة ولا رأي ولا رجوع إلى أهل العلم والفقه والتجربة والرأي، بل كثير منهم يستنقص العلماء والمشايخ ولا يعرف لهم قدرهم، وإذا أفتى بعض المشايخ على غير هواه ومذهبه، أو بخلاف موقفه أخذ يلمزهم إما بالقصور أو التقصير، أو بالجبن أو المداهنة أو العمالة، أو بالسذاجة وقلة الوعي والإدراك! إن العلم بحقائق الأشياء، والوعي بالمفاهيم يعد مدخلاً رئيساً لتضييق دائرة الخلاف أو إزالته، إذ تجد جذور الخلاف عائدة في كثير من الأحوال إلى اختلاف المفاهيم، أو الجهل بحقائق الأمور، وهذا أمر متفق عليه بين الأمم | ويقال غلا غلاءً فهو غالٍ، وغلا في الأمر غلواً أي جاوز حده |
أنواع الغلو في الأنبياء والغلو في حق النبي وهو مجاوزة الحد في قدره في أن يرفع فوق مرتبة العبادة والرسالة ويجعل له كل شيء من خصائص الألوهية كأن يدعى ويستغاث به من دون الله ويحلف به، وإياكم والغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم نذير وشفيع الأمة يوم القيامة فلا مرتبة تعلو فوق قدره وعلينا أن نؤمن برسالته وأن نكون ممن آمن بما أنزل على نبينا وأن نقر بأن الرسالة نزلت على آخر الأنبياء والمرسلين وخلال حديثنا لا بد لنا من أن نذكر أنواع الغلو وهي التي تتعدد في الأشكال والصور فمنها ما يتعلق بجانب الاعتقاد ومنها ما يتعلق بجانب العمل ومن أنواع الغلو.
24