قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم. سورة التوبة الآية 14

وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: معناه شاهدين على رسولهم بالكفر؛ لأنه ما من بطن إلا ولدته ويشاء الله سبحانه وتعالى أن ينهزم هؤلاء الكفار بأيدي المؤمنين؛ لأن الكفار ماديون لا يؤمنون إلا بالأمر المادي، ولو أنهم كانوا مؤمنين بالله لانتهت المسألة، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يُرِيَ الكفار بأس المؤمنين لتمتلىء قلوبهم هيبة وخوفاً من المؤمنين، ويحسبوا لهم ألف حساب، فلا تحدثهم أنفسهم بأن يجترئوا على الإيمان وعلى الدين أو أن يستهينوا بالمؤمنين
فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا؟ وبناءً على هذا التقسيم يظهر أن كل فريق يظن أنه صاحب الحق فيما يذهب إليه، والحقيقة أن الأفعال لا يمكن ان يستقل بها الإنسان وكذا لا يمكن نسبتها إلى الله تعالى وإلا بطل الثواب والعقاب

تفسير الاية الكريمة(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَي

فجمع بين تعذيبهم وشفاء صدوركم وإذهاب غيظ قلوبكم والتوبة عليكم.

جهاز مكافحة الارهاب العمليات الخاصة العراقية الفرقة الذهبية
أى : ويخزهم بسبب ما ينزل بهم من هزيمة وهوان وهم يتفاخرون بقواتهم وبأسهم ، وينصركم عليهم بأن يجعل كلمتكم هى العليا وكلمتهم هى السفلى
جهاز مكافحة الارهاب العمليات الخاصة العراقية الفرقة الذهبية
ويذهب غيظ قلوبهم دليل على أن غيظهم كان قد اشتد
Arabic Baghawy Tafseer
وسيفي من حُذيفة قد شَفاني وإضافة ال { صدور } إلى { قوم مؤمنين } دون ضمير المخاطبين يدلّ على أنّ الذين يشفي الله صدورهم بنصر المؤمنين طائفةٌ من المؤمنين المخاطبين بالقتال ، وهم أقوام كانت في قلوبهم إحن على بعض المشركين الذين آذوهم وأعانوا عليهم ، ولكنّهم كانوا محافظين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستطيعون مجازاتهم على سوء صنيعهم ، وكانوا يودّون أن يؤذَن لهم بقتالهم ، فلمّا أمر الله بنقض عهود المشركين سُرّوا بذلك وفرحوا ، فهؤلاء فريق تغاير حالته حالة الفريق المخاطبين بالتحريض على القتال والتحذيرِ من التهاون فيه
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجهز والخروج إلى مكة فكان الفتح ونعلم أن الحق سبحانه وتعالى قد عذَّب الأمم السابقة بتلك الوسائل، فكان على الرسول من السابقين على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الرسالة، وإن لم يؤمن قومه برسالته تتدخل السماء ضدهم بألوان العذاب السابقة
والرفع أحسن ؛ لأن التوبة لا يكون سببها القتال ، إذ قد توجد بغير قتال لمن شاء الله أن يتوب عليه في كل حال وجملة: «يذهب» لا محلّ لها معطوفة على جملة يعذّبهم

بوابة الفجر: تفسير الشعراوي لقوله تعالى: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم} الآية 14 من سورة التوبة

والرفع أحسن ؛ لأن التوبة لا يكون سببها القتال ، إذ قد توجد بغير قتال لمن شاء أن يتوب عليه في كل حال.

24
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم
ثم قال : ويتوب الله أي إن تقاتلوهم
Arabic Baghawy Tafseer
قال الفراء: ربما ذهبت العرب بالواحد إلى الجمع وبالجمع إلى الواحد, ألا ترى أن الرجل يركب البرذون فيقول: أخذت في ركوب البراذين؟ ويقال: فلان كثير الدرهم والدينار, يريد الدراهم والدنانير؟
جهاز مكافحة الارهاب العمليات الخاصة العراقية الفرقة الذهبية
«وَيَشْفِ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة «صُدُورَ» مفعول به «قَوْمٍ» مضاف إليه