اذن مكه. مواقيت الصلاة في مكة المكرمة اليوم

فأما ابن خطل فكان متعلقاً بأستار الكعبة، فجاء رجل إلى الرسول محمد وأخبره فقال: « اقتله»، فقتله، وأما ابن أبي سرح، فجاء به إلى الرسول محمد، وشفع فيه فحقن دمه، وقبل إسلامه، وأما فأسلم وأمَّنه الرسول محمد، وأما الحارث فكان شديد الأذى للرسول بمكة، فقتله ، وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله، وكان مقيس قد أسلم قبل ذلك، ثم عدا على رجل من فقتله، ثم ارتد ولحق بالمشركين، وأما هبار بن الأسود فهو الذي كان قد عرض حين هاجرت، فنخس بها حتى سقطت على صخرة وأسقطت جنينها، ففر هبار يوم مكة، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأما القينتان فقتلت إحداهما، واستؤمن للآخرى فأسلمت، كما استؤمن لسارة وأسلمت حدثنا يحيى بن داود الواسطي, قال: ثنا إسحاق بن يوسف, عن سفيان, عن الأعمش, عن مسلم, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس, قال: لما خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم, إنا لله وإنا إليه راجعون, ليهلكنّ- قال ابن عباس: فأنـزل الله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ قال أبو بكر: فعرفت أنه سيكون قتال
ثم بعثت قريش سيد بني الحارث بن عبد مناة بن وحلفاء ، فلما رآه الرسول محمد قال: « إن هذا من قومٍ يتألّهون، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه»، فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده، وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى ولم يصل إلى الرسولِ محمدٍ إعظاماً لما رأى، فقال لهم ذلك، فقالوا له: «اجلس، فإنَّما أنت أعرابيٌّ لا علمَ لك»، فغضب عند ذلك الحليس وقال: «يا معشر ، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصَدُّ عن بيت الله من جاء معظِّماً له؟ والذي نفس الحليس بيده، لَتَخلنَّ بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرنَّ نفرة رجلٍ واحد»، فقالوا له: «مه، كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به» وتحققت أمنية الرسولِ محمد بدخول قريش في الإسلام، وبرزت الدولة الإسلامية قوةً كبرى في لا يستطيع أي تجمع قبلي الوقوف في وجهها

فتح مكة

وبعد أن أسلم ردَّ الرسولُ امرأته له بذلك النكاح الأول.

2
القرآن الكريم
وإلى هذا الموضع انتهى حديثه, ولم يزد عليه
الدرر السنية
والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني بعد»، قال: « ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟»، قال: «بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك! ويقول واصفاً دخول الرسولِ محمد مكةَ: وأصبحت أم القرى وقد قيّد الرعب حركاتها، واسترخت تجاه القدر المنساق إليها، فاختفى الرجال وراء الأبواب الموصدة، أو اجتمعوا في يرقبون مصيرهم وهم واجمون، على حين كان الجيش الزاحف يتقدّم ورسول الله على ناقته تتوّج هامتَه عمامةٌ دسماء، ورأسه خفيض من شدة التخشّع لله، لقد انحنى على رحله، وبدا عليه التواضع الجمّ، حتى كاد عثنونه يمسّ واسطة الرحل
مواقيت الصلاة في مكة المكرمة اليوم
ثم دخل البيت وكبَّر في نواحيه ثم صلى، فقد روى : أن رسول الله دخل الكعبة هو ، فأغلقها عليه ثم مكث فيها، قال : «فسألت بلالاً حين خرج: «ما صنع رسول الله؟»، قال: «جعل عمودين عن يساره وعمودًا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه -وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة- ثم صلى»
ومع ذلك فإن الرسولَ محمداً عفا عنهما وقبل عذرهما ثم أرسل الرسولُ محمدٌ إلى ليفاوضهم، فتأخر في حتى سرت إشاعة أنه قد قُتل، فقرر الرسولُ أخذَ البيعة من المسلمين على أن لا يفرّوا، فيما عرف ، فلم يتخلّف عن هذه البيعة أحد إلا ، ونزلت في ذلك آيات من : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
وفيه: حُسنُ التَّلطُّفِ في الإنكارِ، لا سيَّما مع الملوكِ فيما يُخالِفُ مَقصودَهم؛ لأنَّه أدْعى لقَبولِهم ولما تم فتح مكة على الرسول محمد، قال فيما بينهم: « أترون رسول الله إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها»، وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه، فلما فرغ من دعائه قال: « ماذا قلتم؟»، قالوا: «لا شيء يا رسول الله»، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال: « معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم»

فتح مكة

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا قال: أذن لهم في قتالهم بعد ما عفا عنهم عشر سنين.

3
الدرر السنية
وقرأ ذلك بعض الكوفيين وعامة قرّاء البصرة: أُذِنَ بترك تسمية الفاعل, و " يُقاتِلُونَ" بكسر التاء, بمعنى يقاتل المأذون لهم في القتال المشركين
القرآن الكريم
» وأعد الرسولُ محمدٌ جيشًا وصلت عدته إلى عشرة آلاف رجل، وبث رجالَ العسس بالدولة الإسلامية داخل المدينة وخارجها حتى لا تنتقل أخباره إلى قريش، ثم دعا فقال: « اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة ولا يسمعوا بنا إلا فجأة»
مواقيت الصلاة في مكة المكرمة اليوم
وقد ترتب على هذا العفو العام حفظ الأنفس من القتل أو السبي، وإبقاء الأموال المنقولة والأراضي بيد أصحابها، وعدم فرض الخراج عليها، فلم تُعامل مكة كما عوملت المناطق الأخرى المفتوحة عنوة؛ لقدسيتها وحرمتها عند المسلمين، فهم يؤمنون أنها دار النسك، ومتعبد الخلق، وحرم الرب تعالى