اهـ وعلوم الدنيا كالطب والهندسة والفلك وغيرها مما ينفع الناس، لصاحبها من الثواب والأجر بقدر نيته الصالحة في نفع الناس، والارتقاء بمجتمعه وأمته حتى لا تكون عالة على غيرها من الأمم، وهذه العلوم النافعة هي من فروض الكفايات التي يجب أن ينفر لها طائفة من المسلمين؛ ليغنوا مجتمعاتهم عن الحاجة إلى غيرهم، ومن نفر إليها مخلصا لله تعالى فهو مشارك في رفع الحرج عن عموم المسلمين، وله من الأجر بقدر نيته الصالحة | |
---|---|
ولا سبيل إلى عبادة الله تعالى إلا بمعرفة مراده ، ولا يمكن الوصول إلى معرفة ذلك إلا بقراءة كتابه ، والتلقي عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطريق ذلك هو العلم بالقرآن والسنة ؛ ولذا كانت العلوم الشرعية أفضل العلوم وأجلها ؛ لأنها توصل إلى العلم بالله تعالى وأسمائه وصفاته، وأمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، وثوابه وعقابه |
وأصحاب الأعمال الصالحة تنقطع أعمالهم بوفاتهم إلا من ورَّثَ علما ينتفع به، فإن علمه يجري عليه في قبره إلى قيام الساعة؛ كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.
22وفي رواية: "أمره أن يتعلم السريانية وعلل ذلك بأنه عليه الصلاة والسلام لا يأمن اليهود أن يقرؤوا له كتابًا يأتيه منهم؛ لئلا يزيدوا فيه وينقصوا، أو يُبدلوا ويُغيروا، فتعلَّم زيد ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم في نصف شهر | وذكرت مستشرقة ألمانية أن الأسقف والقاضي الأوربيين آنذاك يلبسان زيا عربيا، ويحملان اسمين عربيين، ويتلوان كغيرهما من النصارى الإنجيل بالعربية |
---|---|
لتحدثنا عن علومهم؛ قرآنًا وسنَّةً، نحوًا وصرفًا وأدبًا وبلاغةً، فقهًا وأصولًا، تاريخًا وأخبارًا وأنسابًا، جبرًا وإحصاءً وهندسة، طبًّا وكيمياءَ وفلكًا |
وبذلك شرَع الأسرى يُعلِّمون غلمان المدينة القراءة والكتابة، وكلُّ مَن يعلِّم عشَرةً من الغلمان، يَفدي نفسه.
3وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على من ألف عابد" | فانظر إلى ضراوة العلم عندما يفقد الإخلاص لله والرفق بالعباد، كيف يثير التفرقة، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل |
---|---|
التنمية والاقتصاد يعتبر العلم هو عجلة الاقتصاد وخصوصاً في الوقت الحالي، والسبب أن وجوده يمنع انهيار الاقتصاد الحالي، كما أنه يجعل الشركات والمؤسسات المختلفة تقوم بإنتاج العديد من المنتجات المتنوعة التي تقوم بإغراء الناس للحصول عليها، حتى وإن كانوا لا يحتاجونها فعلاً؛ إذ يخلقون لديهم احتياجات وهمية لشرائها | ولهذا يقول الله عز وجل لسيد البشرية في علاقته بالناس: ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك |