وتعرفت على التلاميذ وأحوالهم ، ومايصلحها ، ومايفسدها ، وأحسب أن من أهم القضايا في المدارس الأهلية خاصة ، وفي التربية المعاصرة عامة قضية المدرس الخصوصي ، فماهي هذه القضية! حتى إذا كبر كان رجلاً فاشلاً في المجتمع | |
---|---|
؟ حـلـول مقتـرحـة 1 ـ يرسب الطالب في الدور الأول إذا أكمل بثلاث مواد ، ويحق له دخول الدور الثاني بمادتين فقط ، وهذا تقليص للطلب على المدرس الخصوصي في الدور الثاني ، وهو بداية هذا المرض أحياناً |
والمدرس مكلف قبل كل شيء بتنفيذ المنهج المقرر ، وعليه أن يسير بسرعة متوسطة تلائم الطالب العادي ، يستطيع أن يعيد الشرح مرتين أو ثلاثة خلال الفصل الدراسي.
5كما يؤكد عليه إعداد دفتر الحصـة والاهتمام بـه ، وترتيب حقيبته اليومية ، وسجل الواجب المنزلي ، وحتى الواجبات الصعبة التي يقف مثل هذا الطالب أمامها عاجزاً يحلها المدرس على دفتر خاص بالبيت ، ثم ينسخها الطالب على دفتر المدرسة ، وهذا أضعف الإيمان | |
---|---|
وجميع المدرسين حالياً في العالم العربي ماعدا السعودية ، وبقية دول الخليج التي تدفع للمدرس الوطني راتباً كافياً ولله الحمد لايحصلون على راتب يسـد حاجتهم ، وجميع المدرسين في العالم العربي ماعدا دول الخليج يعملون أعمالاً غير التدريس لسد حاجتهم ، وعندما تتوفر لهم الدروس الخصوصية لايتركونها ، فهي أسهل وأفضل الأعمال عندهم | وقد لاحظت من خلال عملي في الفصل سنوات كثيرة وجود طالب أو اثنين في الفصل لايمكن أن أدفعهم إلى المشاركة في الحصة ، مهما أوتيت من خبرة ، ومهارة في التدريس ، فإذا كنا نقرأ القرآن الكريم مثلاً ؛ أتفقد الطلاب وأحثهم على المتابعة ، والإشارة بإصبعهم إلى الآيـة التي يقرأها المدرس أو المسجل أو زميلهم ، أجد هذا الطالب يفتح المصحف على صفحة أخرى ، وكذلك بالنسبة للقراءة ، وكنت أعترف كل سنة بعجزي عن إدماج طالب أو أكثر في الحصة ، وسميت هذه الظاهرة الطالب السلبي في الفصل ، لأنه تعود أن يدرس بطريقة فردية ، يجلس المدرس الخصوصي بجانبه ، ويكلمه وحده بصوت ولهجة ومصطلحات اعتاد عليها ، وهذا الطالب الذي يعجز عن إعادة السؤال الذي طرحه المدرس قبل ثواني معدودة ، يأتي في الغد وقد حل الواجب على أحسن مايرام |
؟ ولو حصل التقصير ، أيكون راتبـه حلالاً! وشيئاً فشيئاً يسند له مذاكرة بعض المواد السهلة كالتاريخ والجغرافيا والمطالعة والحديث.
11وفي كثير من بلدان الخليج العربي تدفع بعض المدارس الأهلية 1500 ـ 2000 ريال سعودي فقط للمدرس صاحب الخبرة ، أما الجديد المتعاقد فلا توظفه ، لأن الطلب على المدارس الأهلية من قبل المدرسين المستغنى عنهم في المدار س الحكومية ، ومن قبل المدرسين القدامى في بلاد الشام ومصر ، مرتفع جداً ، وبسبب ارتفاع المعيشة في تلك البلدان وانخفاض الأجور وتفشي البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة ، وانخفاض العملة في تلك البلدان ؛ يصبح مثل هذا الراتب 1500 ـ 2000 ريال سعودي حلماً وردياً عند الكثير من المدرسين | ومما زاد في الطلب على المدرس الخصوصي : أ ـ اشتراط معدلات معينة لقبول الطلاب في المرحلة الثانوية العامـة ، حيث لايقبل الطالب الناجح من المرحلة المتوسطة إلى الثانوي العام إلا بمعدل يزيد عن 60% أو أكثر ، وإلا يجبر على الالتحاق بالتعليم الفني الزراعي ، أو الصناعي ، أو التجاري ، وغيرها من التعليم المهني ، أو يلتحق بالمدارس الأهلية ويدفع لها رسوم الدراسـة ؛ لذلك يلجأ كثير من الآباء إلى دعم أبنائهم بدروس خصوصية خلال العام الثالث من المرحلة المتوسطة ، كي يحصل ولده على معدل يمكنه من دخول الثانوي العام |
---|---|
وهكذا بدأت هذه الأسرة بالعناية الزائدة والمباهاة ، ووصلت إلى القضاء على ولدها تماماً ، وجعلت منه مواطناً جاهلاً فاشلاً في كل شيء | والطريقة الثانية مثل وضع أسئلة التوجيهية على مستوى إدارة التعليم ، وليس الوزارة ، وعندئذ تطلب إدارة التعليم من جميع مدرسي الرياضيات للصف الأول الثانوي مثلاً إرسال نموذج أسئلة من كل واحد منهم ، ثم تنتقي سـراً أحدها ، وتوزعـه على جميع الثانويات قبيل الامتحان ، ويساعد الحاسوب الآن ، وفيه بنوك للأسئلة جاهزة |
ب ـ شعور الطلاب الفقراء والعاديين الذين لايقدرون على دفع هذه التكاليف الباهظة ، شعورهم بالمرارة والحرمان والأسى ، ورفع مكانة المال في أعينهم ، وأن المال يشتري الأسئلة ، ويمكن الطالب المهمل الكسول من النجاح مثلهم.
25