المدرس الخصوصي. المدرس الخصوصي : ماله وماعليه

وتعرفت على التلاميذ وأحوالهم ، ومايصلحها ، ومايفسدها ، وأحسب أن من أهم القضايا في المدارس الأهلية خاصة ، وفي التربية المعاصرة عامة قضية المدرس الخصوصي ، فماهي هذه القضية! حتى إذا كبر كان رجلاً فاشلاً في المجتمع
؟ حـلـول مقتـرحـة 1 ـ يرسب الطالب في الدور الأول إذا أكمل بثلاث مواد ، ويحق له دخول الدور الثاني بمادتين فقط ، وهذا تقليص للطلب على المدرس الخصوصي في الدور الثاني ، وهو بداية هذا المرض أحياناً

المدرس الخصوصي : ماله وماعليه

والمدرس مكلف قبل كل شيء بتنفيذ المنهج المقرر ، وعليه أن يسير بسرعة متوسطة تلائم الطالب العادي ، يستطيع أن يعيد الشرح مرتين أو ثلاثة خلال الفصل الدراسي.

5
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
وقد ألغيت عقود كثير من المدرسين لهذه الأسباب
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
د ـ استنزاف جهد المدرس وطاقتـه خارج الفصل ، ويبقى لطلابه الأصليين في الفصل حثالة طاقته ، بعد أن صـرف الجهد الرئيسي منها في البيوت
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
وفي كل هذه الحالات لابد من المـدرس القـوي الأمـين ، قوي في المادة العلمية التي يدرسها ، وخبير في طرق تدريسها ، وخبير في التعامل مع هذا النوع من الطلاب
كما يؤكد عليه إعداد دفتر الحصـة والاهتمام بـه ، وترتيب حقيبته اليومية ، وسجل الواجب المنزلي ، وحتى الواجبات الصعبة التي يقف مثل هذا الطالب أمامها عاجزاً يحلها المدرس على دفتر خاص بالبيت ، ثم ينسخها الطالب على دفتر المدرسة ، وهذا أضعف الإيمان
وجميع المدرسين حالياً في العالم العربي ماعدا السعودية ، وبقية دول الخليج التي تدفع للمدرس الوطني راتباً كافياً ولله الحمد لايحصلون على راتب يسـد حاجتهم ، وجميع المدرسين في العالم العربي ماعدا دول الخليج يعملون أعمالاً غير التدريس لسد حاجتهم ، وعندما تتوفر لهم الدروس الخصوصية لايتركونها ، فهي أسهل وأفضل الأعمال عندهم وقد لاحظت من خلال عملي في الفصل سنوات كثيرة وجود طالب أو اثنين في الفصل لايمكن أن أدفعهم إلى المشاركة في الحصة ، مهما أوتيت من خبرة ، ومهارة في التدريس ، فإذا كنا نقرأ القرآن الكريم مثلاً ؛ أتفقد الطلاب وأحثهم على المتابعة ، والإشارة بإصبعهم إلى الآيـة التي يقرأها المدرس أو المسجل أو زميلهم ، أجد هذا الطالب يفتح المصحف على صفحة أخرى ، وكذلك بالنسبة للقراءة ، وكنت أعترف كل سنة بعجزي عن إدماج طالب أو أكثر في الحصة ، وسميت هذه الظاهرة الطالب السلبي في الفصل ، لأنه تعود أن يدرس بطريقة فردية ، يجلس المدرس الخصوصي بجانبه ، ويكلمه وحده بصوت ولهجة ومصطلحات اعتاد عليها ، وهذا الطالب الذي يعجز عن إعادة السؤال الذي طرحه المدرس قبل ثواني معدودة ، يأتي في الغد وقد حل الواجب على أحسن مايرام

المدرس الخصوصي : ماله وماعليه

؟ ولو حصل التقصير ، أيكون راتبـه حلالاً! وشيئاً فشيئاً يسند له مذاكرة بعض المواد السهلة كالتاريخ والجغرافيا والمطالعة والحديث.

11
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
ب ـ مساعدة الطالب في الثالث المتوسط على دخول الثانوي العام ، عندما يرفع مستواه في المواد الأساسية والتي ترفع معدلـه
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
الدكتور خالد أحمد الشنتوت دكتوراة في التربية و42 عاماً في التعليم العام ـ بين عام 1402 ـ 1406 حضّرت ماجستير في التربية من كلية التربية بالمدينة المنورة ، وكنت أجد أحد عمال النظافة االبنغاليين عند سيارتي ، حين خروجي من الكلية ، فأصحبه معي إلى الحرم ، ومرة بعد مرة كنت أكلمة بالانجليزية ، هل تصلي ، وكيف تصلي ، وما أشبه ذلك ، فلاحظت أنه يتكلم الانجليزية بشكل جيد ، وعندها تعجبت من عامل نظافة بنغالي يتكلم الانجليزية بمستوى جيد ، فسألته عن سرذلك ، فاحمر وجهه خجلاً وقال لي : أنا جامعي في بلدي ، ولغة الدراسة في الجامعة عندنا هي الانجليزية ، ثم استطردوقال : راتبي هنا كعامل نظافة 600 ريال سعودي ، يعادل ثلاثة أضعاف راتبي هناك كجامعي
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
كما اكتشفت أن بعض الطلاب يكتب خلال الحصة بخط رديء جداً ، وخطه في دفتر الواجب أجود بكثير من خطه في الحصة ، ومن خلال الممارسة تأكد لي أن بعض المدرسين الخصوصيين يكتب للطالب بيده في السنوات الأولية الثلاث ، مما يجعل خط هذا الطالب سيئاً طوال حياته
وفي كثير من بلدان الخليج العربي تدفع بعض المدارس الأهلية 1500 ـ 2000 ريال سعودي فقط للمدرس صاحب الخبرة ، أما الجديد المتعاقد فلا توظفه ، لأن الطلب على المدارس الأهلية من قبل المدرسين المستغنى عنهم في المدار س الحكومية ، ومن قبل المدرسين القدامى في بلاد الشام ومصر ، مرتفع جداً ، وبسبب ارتفاع المعيشة في تلك البلدان وانخفاض الأجور وتفشي البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة ، وانخفاض العملة في تلك البلدان ؛ يصبح مثل هذا الراتب 1500 ـ 2000 ريال سعودي حلماً وردياً عند الكثير من المدرسين ومما زاد في الطلب على المدرس الخصوصي : أ ـ اشتراط معدلات معينة لقبول الطلاب في المرحلة الثانوية العامـة ، حيث لايقبل الطالب الناجح من المرحلة المتوسطة إلى الثانوي العام إلا بمعدل يزيد عن 60% أو أكثر ، وإلا يجبر على الالتحاق بالتعليم الفني الزراعي ، أو الصناعي ، أو التجاري ، وغيرها من التعليم المهني ، أو يلتحق بالمدارس الأهلية ويدفع لها رسوم الدراسـة ؛ لذلك يلجأ كثير من الآباء إلى دعم أبنائهم بدروس خصوصية خلال العام الثالث من المرحلة المتوسطة ، كي يحصل ولده على معدل يمكنه من دخول الثانوي العام
وهكذا بدأت هذه الأسرة بالعناية الزائدة والمباهاة ، ووصلت إلى القضاء على ولدها تماماً ، وجعلت منه مواطناً جاهلاً فاشلاً في كل شيء والطريقة الثانية مثل وضع أسئلة التوجيهية على مستوى إدارة التعليم ، وليس الوزارة ، وعندئذ تطلب إدارة التعليم من جميع مدرسي الرياضيات للصف الأول الثانوي مثلاً إرسال نموذج أسئلة من كل واحد منهم ، ثم تنتقي سـراً أحدها ، وتوزعـه على جميع الثانويات قبيل الامتحان ، ويساعد الحاسوب الآن ، وفيه بنوك للأسئلة جاهزة

المدرس الخصوصي : ماله وماعليه

ب ـ شعور الطلاب الفقراء والعاديين الذين لايقدرون على دفع هذه التكاليف الباهظة ، شعورهم بالمرارة والحرمان والأسى ، ورفع مكانة المال في أعينهم ، وأن المال يشتري الأسئلة ، ويمكن الطالب المهمل الكسول من النجاح مثلهم.

25
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
ج ـ زرع الفتن والصراع بين الطلاب الكسالى ، الذين يتسابقون إلى هؤلاء المدرسين ، لشراء ذممهم وأوقاتهم وجهودهم ، واحتكارهم عن منافسيهم ، فتنشـأ بشكات مضاربة ، وكانت هذه الشلل تتصارع وتختلف مما يصل بها في النهاية إلى تقديم شـكوى لمدير التربية فينكشف ذلك الخداع والغش ، وبعد التحقيق ، تلغى عقود بعض المدرسين
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
ب ـ والأمر أشـد بالنسبة لدخول الجامعـة عامـة ، والكليات المرغوبة خاصة ، حيث يتطلب ذلك معدلات مرتفعة ، يعجز كثير من الطلاب ـ الآن ـ عن تأمين هذه المعدلات بدون دروس خصوصية ، لذلك استفحلت قضية الدروس الخصوصية يوماً بعد يوم ، وصار الأب الفقير يقطع من ثمن قوت أطفاله ليدفع لمدرس الرياضيات والانجليزية والفيزياء والقواعد وغيرها ليحصل ولده على معدل يمكنه من دخول الجامعة
المدرس الخصوصي : ماله وماعليه
وهذه مشكلة كبيرة تتعلق بالكسب الحلال ، فهل يجوز لهذا المدرس أن يقصر في عمله داخل الفصل! إلخ هذا كله غير أقساط المدرسة الأهلية