وهناك نوافل مطلقة غير مقيدة بعدد، وهي تصلى في أي وقت باستثناء أوقات النهي | وفقك الله من أدعية الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين عليه السَّلام : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ، وَ لَا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ ، لَمْ يُشَارَكْ فِي الْإِلَهِيَّةِ ، وَ لَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ ، كَلَّتِ الْأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ ، وَ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ ، وَ تَوَاضَعَتِ الْجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ ، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ ، وَ انْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ ، فَلَهُ الْحَمْدُ مُتَوَاتِراً مُتَّسِقاً ، وَ مُتَوَالِياً مُسْتَوْسِقاً ، وَ صَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَداً ، وَ سَلَامُهُ دَائِماً سَرْمَداً |
---|---|
فضل صلاة النوافل ورد فضل صلاة النوافل في النسة النبوية الشريفة في الحديث الوارد عن أم حبيبة رضي الله عنها حيث قالت: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم َيقول : " ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلّا بني اللهُ له بيتًا في الجنةِ | قال النووي في شرحه : فيه استحباب النوافل الراتبة في البيت كما يستحب فيه غيرها ، ولا خلاف في هذا عندنا ، وبه قال الجمهور وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل |
كيفيّة أداء صلاة النافلة صلاةُ كالصَّلوات المفروضة تُؤدَّى بأركانها وشُروطها وسُنَنها، أما وَقتُها: فكلُّ وقتٍ من أوقات الليل والنَّهار يجوز للمسلم أن يُصلي فيه النافلة باستثناء أوقات الكراهة وسيأتي ذكرها لاحقاً، وتُصلى النَّافلة في النَّهار ركعتين ركعتين فقط، ويُكره أن تًصلى أربعاً بتسليمةٍ واحدة في النهار، أما في الليل فتُصلى ركعتين ركعتين أو أربعاً بتسليمةٍ واحدة أو ستاً أو ثماني أو أكثر من ذلك أو أقل، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ مِن آخرِ اللَّيلِ ، وإنما افترقت صلاة النَّهار عن صلاة الليل حتى لا تفوق صلاة النافلة في النهار صلاة الفرض في عدد الركعات؛ أما صلاة الليل فالأصل فيها القيام والتَّنفُّل فجاز أن تزيد عنها في عدد الرَّكعات، وأفضل الصَّلاة ما كانت ركعتين ركعتين في الليل والنهار، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم حيث روى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قال: قُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام اللَّيْلَةَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ أَوْ فُسْطَاطَهُ البيت من الشَعْر فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ هُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
25ودلّ على مشروعيّتهما أنّ الشمس كُسفت يوم وفاة إبراهيم ابن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقال الناس أنّها كُسفت لموته، فردّ عليهم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ ، وفي بيان مدّة صلاتهما قال النبي: فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِيَ ، فمن هذا الحديث يتبيّن أنّ صلاة الكسوف والخسوف قد تكون طويلة جداً، فلا بأس بذلك ما لم تُلهي عن فريضة، فالفرائض أولى من النوافل، فبهذه الحالة تخفّف صلاة الكسوف أو الخسوف لكي يُؤتى بالفريضة، ولا كراهة بأدائها في نهاية وقت العصر مثل باقي النوافل | عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه فقالت كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر وكان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم وإذا قرأ قاعدا ركع وسجد وهو قاعد وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين |
---|---|
وقت صلاة الاستسقاء وقت يكون عندما يحلّ القحط ويطلب الناس من الله -تعالى- المطر، فقد شكا الناس للنبيّ قلّة المطر، فأمر أن يوضع له منبرٌ في المسجد، وحدّد موعداً للناس لكي يأتوا فيه، فجاء النبيّ وجاؤوا في نفس الوقت، فجلس -عليه الصلاة والسلام- على المنبر، وكبّر الله وحمده، ثمّ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يفعلُ ما يريدُ، اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ، ثمَّ رفعَ يدَيهِ فلم يزَل في الرَّفعِ حتَّى بدا بياضُ إبطيهِ، ثمَّ حوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ وقلبَ أو حوَّلَ رداءَهُ وَهوَ رافعٌ يدَيهِ، ثمَّ أقبلَ علَى النَّاسِ ونزلَ فصلَّى رَكعتَينِ، فأنشأ اللَّهُ سحابةً فرعَدَت وبرِقَتْ ثمَّ أمطرَتْ بإذنِ اللَّهِ، فلم يأتِ مسجدَهُ حتَّى سالتِ السُّيولُ، فلمَّا رأى سرعتَهُم إلى الكِنِّ ضحِكَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بدَت نواجذُهُ، فقالَ أشهدُ أنَّ اللَّهَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ | أمّا عن كيفيتها التفصيلية: فهي صلاة كغيرها من الصّلوات يستفتحها المسلم بتكبيرة الإحرام، ثمّ دُعاء الاستفتاح، ثم قراءة سورة الفاتحة، وما تبع ذلك من ركوع وسجود وقيام وقراءة وتشهد وتسليم |