أُصول الکافی ج 1، ص 158 | ومراتب القدر أربع،: كما هو ظاهر في التعريف: العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق والتكوين |
---|---|
وقال ابن القيم : لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله تعالى، والأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله تعالى، والذي خلق الأسباب هو الذي خلق النتائج | بعبارة أُخرى : إنّ المقصود من النهي عن الخوض في القضاء والقدر لا يعني النهي عن البحث حول حقيقة معناهما، بل يعني ذلك المبادرة العملية عن طريق السبل غير المشروعة إلى اكتشاف ما سيكون في المستقبل من أُمور تتحقق بقضاء اللّه تعالى وقدره |
وتعني أيضا كتابة الله عز وجل لكل شئ سيحدث على الارض للانسان والكون وجميع المخلوقات من الخير والشر وذلك وفق مشيئته كبيرا كان ام صغير معلوم لدى الإنسان أو مجهول له.
وجاء بعض المُشركين إلى -عليه الصلاةُ والسلام- يُخاصمونه في القَدر، فنزلت عليهم الآية: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ؛ فكُلّ شيءٍ خلقه الله -تعالى- إنَّما كان بِحسبِ ما قدّره له قبل أن يَخلقه، فجرى الخَلْقُ على ما قُدّر، وجرى القَدَرُ على ما عُلِم | حكم الإيمان بالقضاء والقدر لا يؤمن المرء ولا يصح إسلام المؤمن إلا بالإيمان بالقضاء والقدر، فما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في إجابة عليه السلام عن معنى أنه قال: "ما الإيمانُ؟ قالَ: أن تؤمنَ باللَّهِ وملائِكتِه وَكتبِه ورسلِه واليومِ الآخرِ والقدرِ خيرِه وشرِّهِ"، وعلى ذلك فإن الإيمان بالقضاء والقدر واجب |
---|---|
يمكن التوصل إلى الفرق بين القضاء والقدر، عبر إدراك دور القدر التنفيذي فيما يخص إتمام القضاء، الذي يعتبر المكتوب منذ الأزل، حيث تبدو العلاقة تكميلية بين قضاء الله الإجمالي وبين الجزء الآخر التنفيذي والتفصيلي لهذا القضاء، والذي يعرف باسم القدر | نلاحظ: فرّق سبحانه وتعالى بين الحسنات التي هي النعم، وبين السيئات التي هي المصائب، فجعل هذه من الله وهذه من نفس الإنسان، لأن الحسنة مضافة إلى الله، إذ هو أحسن بها من كل وجه |
والقضاء في الأزل، والقدر فيما لا يزال | والمقصود هو أنَّ قیمةَ الأعمال تنبُعُ من کونِ الإنسانِ مختاراً یأتی بأفعاله بإِختیاروإرادة منه، ومع فَرضِ الجَبْرِ لا تبقى للأَفعالِ أیَّةُ قیمة |
---|---|
يقول الله تعالى في سورة القمر: «إنا كل شيء خلقناه بقدر»، أي أن الله عز وجل خلق كل شيء بمقدار قضاه وقدره، وأن تكذيب القدر يضع الإنسان في دائرة الشك | إنا كل شيء خلقناه بقدر |
وفی الختام نُذَکّر بأنّ سُنَنَ الله الکلیّة فی عالم الخلق والتی تؤدّی إلى سعادةِ الإنسانِ تارةً، وإلى شقائه وخُسرانهِ تارة أُخرى، هی من مظاهر «القضاء والقَدَر» الإلهیّین، وأنّ البشر هو الّذی یختار أحد هذین بنفسه.
28