وهذه الصغائر تنتهي أثرها عند التوّقف والاستغفار والتوبة، حيث قال الله تعالى في حق ذلك: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذّنوب إِلاَ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ | لمن لا يتوب عن كبائر الذنوب لقد حدد الله العقوبة والجزاء والمصير الغليظ لكل من تسول نفسه ارتكاب هذه الموبقات السبعة التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث السابق الذي عرضناه، والجزاء والمصير هذا يحدث لمن لا يتوب عن ارتكابها، فالتوبة مقبولة لجميع من يتوب عنها بشروط ثلاثة: وهي الندم الشديد على ما فعل والإصرار على عدم الرجوع مرة أخرى إليها، وكذلك الاستغفار وإرجاع الحقوق إلى من ظلمهم |
---|---|
اعلم أنك محتاج لربك، وأن الله غني بذاته عنك، وأنت الفقير بذاتك إليه | لنتعرف اكثر على الكبائر، اعاننا الله على تركها والامتثال لأوامره عز وجل |
أسأل الله أن يمكن الإيمان في قلوبنا، وأن يتم صبرنا، واحتسابنا، إنه على كل شيء قدير.
لقد خصصنا حديثنا اليوم عن كبائر الذنوب ليتسنى لكل مسلم معرفة أكبر الخطايا التي حرمها الله حتى يتمكن من تجنبها، لذا إذا وددتم معرفتها عليكم سوى متابعة سطورنا التالية على ما هي كبائر الذنوب يختلط الأمر على الكثير من الأشخاص في التفريق بين السيئات والذنوب فيعتبرها البعض مفهوم واحد بمسميات مختلفة ولكن في حقيقة الأمر أن السيئات تختلف عن الذنوب والمعاصي، فالسيئات هي الصغائر التي يتم تكفيرها بأداء الصلوات والقيام بالأعمال الصالحة ويظهر ذلك من هلال قوله تعالى: {وأقِمِ الصَّلاةَ طَرَفيّ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الّليلِ إِنّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيّئات}، أما بالنسبة للذنوب فهي الكبائر التي تستلزم التوبة وعدم العودة إليها مرة أخرى، وهذا هو موضوع مقالنا اليوم فمن خلال السطور التالية سنتعرف معًا على الكبائر التي حرمها الله وجعل في ارتكابها إثم كبير | كبائر الذّنوب يظنّ كثير من النّاس أنّ الكبائر سبع؛ وذلك لاشتهار الحديث الوارد عن السبع الموبِقات، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتَنبوا السَّبعَ الموبِقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ: وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ واجتنِبوا؛ أي: ابتعدوا، والموبقات؛ أي: المُهلِكات؛ دلالةً على ما تفعله بصاحبها من العذاب وغضب الله تعالى، إلا أنّ الكبائر في الحقيقة لا تنحصر بهذا العدد، ولكنّ تخصيص الحديث الشريف بها جاء من باب التأكيد على خطورتها وعظيم فُحشها |
---|---|
ويقال انها ما كبر من الذنوب والمعاصي و قد اختلف العلماء في عددها وهي تختلف عن الصغائر لان الصغائر هي كل ما كان ليس عليه حد في الدنيا والاخرة | وأهل الكبائر من أهل السنة والجماعة لا يخلدون في نار جهنم، وأن من استحق منهم النار ودخلها سيخرج منها بعد أن ينال نصيبه من العذاب، أو يشفع فيه أحد الشافعين، أو يعفو الله عنه بمحض منه ومغفرته، فقد روى البخاري في صحيحه حديث الشفاعة الطويل عن أنس رضي الله عنه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:فأقول: يا رب، أمتي، أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل |
أما في حالة التوبة الصادقة، والموت على هذه الكبائر، فهذا يعني ان مصير هذا الإنسان النار وعدم دخول الجنة بحول الله وقدرته وحسابه وهو يعفو سبحانه على من يشاء من عباده وهو ذو الفضل الكبير، فلا أحد يحكم بالنار أو الجنة لأنها صفة من صفات الله المتعالي الكبير سبحانه وتعالى.
24اعمال تكفر كبائر الذنوب عنها أوضح «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن بر الوالدين يعد من الاعمال التي تكفر كبائر الذنوب ، فقد قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: «بر الوالدين كفارة الكبائر»، وكذلك إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة المشي إلى المساجد ، والحرص على أداء الصلاة في وقتها وانتظار الصلاة، تعد اعمال تكفر كبائر الذنوب ويمحو الله عز وجل بها الخطايا ويرفع درجات العبد | اتق الله، وأد حقهما، واعلم أن ذلك من دين الإسلام، إياك التساهل في حقهما، وعقوقهما في ذلك، فإن ذلك من كبائر الذنوب |
---|---|
وفود من العرب، وفدوا على رسول الله، فلما أتوا المدينة؛ استوخموها، ولم يعجبهم جوها، فأمر بأن يخرجوا إلى إبل صدقة، ليشربوا ألبانها وأبوالها، فلما صحوا قتلوا الراعي، وسملوا عينيه، فأرسل النبي في آثرهم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسم أعينهم بالنار، وتركهم في الحرة، يستسقون فلا يسقون، حتى هلكوا، فقال: " النار، النار" | أكل مال اليتيم جاء النهي في هذا الأمر في أكثر من موضع في الكتاب والسنة فقد ورد في حديث أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم نارًا |
هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب إنَّ الاستغفار والأعمال الصالحة جميعها تكفِّر الصغائر وهذا ما ذهب إليه عدد من العلماء ولكنَّها لا تكفِّر الكبائر، وبالتالي فإنَّ الاستغفار لا يمحو كبائر الذنوب لأنَّ كبائر الذنوب تحتاج إلى توبة صادقة، والله تعالى أمر عباده بالتوبة وجعل من لم يتب ظالمًا، وأجمعت الأمة على أنَّ التوبة فرض أيضًا، ولو كان يمحو الكبائر لما احتاج الأمر إلى توبة وهذا خلاف الإجماع.
16