لذا يجب على العابد أن يعبد الله بدافع ما مضى من الأركان وبدافع الخوف من الله عزَّ وجل | الثالث: كل فعل زائد عن هذين القسمين ، ومنه الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جميع تصرفاته وأعماله العامة والخاصة، واختيار الأوراد والأدعية |
---|---|
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وقال من قال من السلف: من عبد الله بالحبِّ وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحِّد" |
إذن خلاصة القول الرابع : أن الشرع لاحظ في الأسماء الشرعية، المعنى اللغوي، فهي مجازات لغوية صارت حقائق شرعية ، لوجود علاقة بينهما.
24بعد بيان هذه الحقائق أقول : إن الأحكام الشرعية التي بين أيدينا وما زلنا نتعبد بها ، ما كانت لولا وجود أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، التي بين فيها هذه الأحكام وأوضحها بصورة مفصلة لا مثيل لها في أي دين سماوي آخر، وهو أمرٌ تقصّده النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلمه بضرورة هذه الأحكام التي ترسم للإنسان طريق الخلاص من الشرك والوقوع في المعصية ، ولذلك جاءت أحاديثه التعبدية، لتغرس لنا ماهية الأحكام الشرعية وحكمتها الإلهية، ودورها في بناء إنسان مسلم، يكون ركناً مهماً لإرساء دعائم المجتمع الإسلامي الطاهر، لذلك أطلق العلماء على هذا النوع من الأحاديث النبوية اسم أحاديث التعبد وحدّوها على أنها الأحاديث التي يستعملها المسلمون في أداء شعائر العبادات في الصوم والصلاة والفرائض الأخرى، كالأذان والإقامة والتكبير ، وتسمى هذه المجموعة: الأحاديث المتعبد بها تمييزاً لها عن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأخرى التي تخص السياسة والاجتماع والاقتصاد والحرب | وتعود العبادة على الإنسان نفسه بثمراتها، ولا تتمثّل هذه الثمرات بالنجاة من عذاب الله وناره، ودخوله ، وحصوله على رضا الرحمن فقط، بل إنّ إفراد الإنسان ربَّه بالعبادة، وأداءه لحَقّ الله عليه، يُحقِّق له الانسجام مع مفردات الكون الذي اختار أن يطيع الله، ويخضع له، قال -تعالى-: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، والإنسان إذا اختار عبادة الله وحده، فإنّه ينسجم أيضاً مع نفسه التي خلقها الله وفطرها على به، والاعتراف بأنّه المُنعِم، والمُتفضِّل عليه، فينعكس ذلك سعادةً على حياته؛ إذ وعده الله بالحياة الطيّبة، قال -تعالى-: مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ |
---|---|
ومن ذلك جميع المفردات التي كانت عامة المدلول ثم شاع استعمالها في الإسلام في معانٍ خاصة ، تتعلق بالعقائد أو الشعائر أو النظم الدينية كالصلاة والحج والصوم والإيمان والكفر والركوع والسجود |
وعبادة الله تشمل كلّ ما يتعلّق بالدين؛ حيث تشمل أركانَ الإيمان، وأركان الإسلام، ويدخل فيها معنى ، ويأتي الأصل اللغوي لكلمة العبادة متوافقاً مع المقصود بلفظ الدين ؛ أي بمعنى: الخضوع، والطاعة؛ فعبادة الله والدينونة له تجمع الخضوع لله -تعالى-، إلى جانب حُبّه -تبارك وتعالى-، فهو يدينُ لله، ويخضع له؛ طاعةً، ورغبةً، وحُبّاً، وبهذَين الشرطَين تتحقّق العبودية له، وعلى الرغم من أنّ أذهان الكثيرين تنصرف إلى الطقوس والشعائر والصلوات بشكل خاصّ إذا ذُكِرت كلمة عبادة ، إلّا أنّ الإسلام أكّد على أنّ حياة الإنسان كلّها عبادة لله، يقول الله -تعالى-: قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ ؛ فالصلاة، تُعَدّ لوناً واحداً من ألوان العبادة، إلّا أنّ العبادة تأتي بمعنى أكثر شموليّة من ذلك؛ لأنّها تستغرق حياة الإنسان كلّها، وبناءً عليه؛ فإنّ كلّ ما يقوم به المسلم في حياته هي عبادة لله -تعالى-، ممّا يعطي حياته معنىً، وغايةً، وهدفاً يُعَدّ كُلٌّ منها مُتَّصِلاً بالله -سبحانه وتعالى-.
17لذا أبطل الله جميع قربات المشركين، وإن كانوا قاصدين بها وجه الله لأنهم مشركون | |
---|---|
مرادفات العبادات: وجِدَت في القران الكريم والحديث النبوي ألفاظ يُظن أن لها معنى العبادة العام، ولذلك نجد أن العلماء وقفوا عندها بالشرح والتحليل، واختلفوا في ذلك، فمنهم من ذهب إلى القول بترادفها، استنادا إلى وجود ظاهرة الترادف في اللغة العربية، ومنهم من أنكرها على أساس بطلان الترادف في اللغة العربية عامة، والقران الكريم والحديث النبوي خاصة، انطلاقا من مبدأ أن لكل كلمة معناها الخاص بها والذي حمل في طياته ملامح دلالية، تقصدها القران والحديث النبوي |
العبادات المالية: وهي من خلال إنفاق المال في وجهه الله، وأداء حق لله تعالي، كالزكاة وهي أحد ربما تفيدك قراءة: العبادات المركبة: وهي تتكون من أكثر من نوع من أنواع العبادات، كالحج.
2