الشّرك بالأسماء والصّفات وهو يكون شرك تعطيل بإنكار أسماء الله عزّ وجل وصفاته وبتعطيل الله عن كماله المقدّس، أو شرك أنداد بإثبات صفات الله في غيره من المخلوقات كإثبات صفة المحيط والباري لغيره، وإدخاله إلى علم التنجيم والعرافة، أو الاستغاثة بغير الله تعالى بالسّحر والسّحرة، أو أن يكون بوصف الله سبحانه وتعالى بصفات خلقه كشرك اليهود الأكبر، وقولهم إن الله سبحانه وتعالى فقير ويده مغلولة | فإبليس ما أنكر ولا جحد، لكن أبى واستكبر، ومع هذا فإنَّه كافر كما هو معلوم، ويدخل في هذا أيضاً كما قال ابن القيم رحمه الله: "ومن هذا كفر من عرف صدق الرَّسول، وأنَّه جاء بالحقِّ من عند الله، ولم ينقد له إباءً واستكباراً، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل" |
---|---|
إلى آخر كلامه في هذه المسألة | وأما الفرق بينهما من حيث الحكم : فهو أن الشرك الأكبر مخرج من الإسلام ، فيُحكم على فاعله بالخروج من الإسلام والارتداد عنه فيكون كافراً مرتداً |
وقد ذهب علماء إلى القول بأنّ الحكم بالشرك متوقف في بعض الصفات المختصة بالمولى تعالى - كالإحياء والإماتة والشفاء والضر - على تحقّق قيد الإستقلالية، بمعنى أنّه لا يمكن الحكم بالشرك على شخصٍ لمجرد اعتقاده بأنّ النبي عيسى هو الذي أحيا الموتى بإذن وإرادة من اللّه ، بل للحكم عليه بالشرك لا بدّ أن يكون معتقده متضمنًا لمفهوم الإستقلال، أي يكون معتقدًا أنّ عيسى أحيا الموتى بذاته ومستقلاّ عن قدرة وإرادة وإذْن اللّه | وقد وضع العلماء ضوابط وقواعد يتميز بها الشرك الأكبر عن الأصغر عند وروده في النصوص الشرعية فمن هذه الضوابط ما يلي : 1- أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم صراحة على أن هذا الفعل من الشرك الأصغر : كما في المسند 27742 عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ |
---|---|
قال : " أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"، إلى أن قال: "والكفر ضد ، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها" | وقد جمع النبي -عليه الصّلأاة والسّلام- هذه الأنواع بحديثٍ جامعٍ مُختصر، فقد سُئِل مرّةً عن أعظم الذنوب فقال: أن تَجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَ |
إن من الواجبات المحتمات ، ومن أهم المهمات ؛ أن يعرف العبد معنى الشرك وخطره وأقسامه حتى يتم توحيده ، ويسلم إسلامه ، ويصح إيمانه.
وقال : "الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك" | وقال : "إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل أحداً ، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي بخلال وأعمال ـ خصها تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس، لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً" |
---|---|
وتارة يكون خفياً : كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة ، أو كشرك وكفر المنافقين ؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار ؛ إلا أنه شرك خفي ، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر | وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منها فقال: ألا أنبئكم بأكبرِ الكبائر، وذكر منها: الإشراك بالله |