» قال في شرحه على معقبا على هذا الحديث: هذا الحديث فيه هذه المعجزة الظاهرة من إخباره بالمغيب وخوف الضرر من القيام وقت الريح | كما أن الإمام علياً عليه السلام حين تصدق بأربعة دراهم سراً وجهراً وليلاً ونهاراً ، نزلت فيه آية قرآنية أيضاً |
---|---|
لقد تحدث عن موقف المنافقين قبل الغزوة وأثناءها وبعدها، ومما جاء من حديث القرآن الكريم عن موقف المنافقين قبل غزوة تبوك ما يتضمن استئذانهم، وتخلفهم عن الخروج، وكان ممن تخلف ، وقد تحدث عنهم فقال تعالى: لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ فقد بين -سبحانه وتعالى- موقف المنافقين وأنهم تخلفوا بسبب بعد المسافة وشدتها، وأنه لو كان الذي دعوتهم إليه يا محمد عرضًا من أعراض الدنيا ونعيمها وكان سهلا لاتبعوك في الخروج، ولكنهم تخلفوا ولم يخرجوا، فالآية تشرح وتوضح ملابسات موقفهم قبل الخروج إلى الغزوة، وأسباب هذا الموقف | قرر النبيَّ -عليه الصلاة والسلام- الجهاد حسمًا للموقف فلو تُرك الروم لوصل جيشهم للمدينة، ولتجرأ بعدها المشركين من العرب على المسلمين من جديد، وجهر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقراره بين الناس، ونزلت آية من القرآن تأمر بالقتال وذلك في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ، فرأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الروم هم من أمر الله بقتالهم بعد المشركين في هذه الآية الكريمة، وبدأ استعداد المسلمين للغزو وتجهيز الجيش |
وبدأ المسلمون بالإنفاق وقد وعدهم رسول الله بالأجر العظيم، وقد انفق كلُّ مسلم على حسب سعَتِه، وبرز الصحابي الجليل والمنفق العظيم -رضي الله عنه-، فقد انفق في هذه الغزوة انفاقًا يظهر صدق سريرة هذا الصحابي الجليل وحُبَّه لدين الحق، وطاعته لله ورسوله، وقد نقل هذا الموقف الصحابي عبد الرحمن بن حباب حيث قال: "شَهدتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وَهوَ يَحثُّ على جيشِ العُسرةِ فقامَ عثمانُ بنُ عفَّانَ فقالَ عليَّ مائةُ بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ ثمَّ حَضَّ على الجَيشِ فقامَ عثمانُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ عليَّ مِائتا بعيرٍ بأحلاسِهَا وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ ثمَّ حضَّ على الجيشِ فقامَ عثمانُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ عليَّ ثلاثمائةِ بعيرٍ بأحلاسِها وأقتابِها في سبيلِ اللَّهِ فأنا رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ينزلُ عنِ المنبرِ وَهوَ يقولُ ما على عثمانَ ما عمِلَ بعدَ هذِهِ ما على عثمانَ ما عملَ بعدَ هذِه" فكان هذا موقف عثمان بن عفان.
12زاد الصالحي الشامي قوله : غير الإبل والزاد | |
---|---|
لقد استطاع رسول الله أن يحشد ثلاثين ألف مقاتل من وأهل والقبائل العربية الأخرى، ولقد أعلن رسول الله -على غير عادته في - هدفه ووجهته في القتال، إذ أعلن صراحة أنه يريد قتال الروم ، علما بأن هديه في معظم غزواته أن يوري فيها، ولا يصرح بهدفه ووجهته وقصده، حفاظًا على سرية الحركة ومباغتة العدو | وأنه صلى الله عليه وآله قال : ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا اليوم |
وقد كان الصحابة دائماً سباقين لطاعة الله عز وجل، ونبيه صل الله عليه وسلم، لذا سارع المحبون لله ورسوله إلى تجهيز جيش العسرة.
17