وذهب قلة إلى أن النهي على سبيل التحريم فيحرم الأكل والشرب بالشمال ويأثم الانسان بذلك قال بذلك ابن عبد البر وابن حزم وابن حجر وحجتهم أن الأصل في النهي التحريم إلا بصارف ولا يوجد صارف ولأن الشارع شبه هذا الفعل بالشيطان وهذه قرينة تدل على أن هذا الفعل محرم لأن التشبيه في هذا المقام يقتضي التحريم ولأن النبي دعا على الآكل بالشمال بالشلل وهذا يدل على تحريم هذه الفعلة | وفي سنن أبي داود 33 عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى وصححه الألباني في صحيح أبي داود |
---|---|
وروى أيضا عن سلمة بن الأكوع: أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت -ما منعه إلا الكبر- فما رفعها إلى فيه | ولأن تشبيه الفعل بصفات الشيطان لا تدل على التحريم مطلقا وإنما مقصود الشارع بهذا التشبيه الذم والتنفير وأقلها الكراهة وتختلف مرتبة هذه الأفعال منها ما هو محرم لقرينة ومنها ما هو مكروه لوجود أدلة تفيد جواز فعلها كالسفر منفردا وترك القيلولة والوقوف بين الظل والشمس ونحو ذلك مما ورد أنها صفات للشيطان في لسان الشرع ومع ذلك فهي مكروهة عند العامة فليس كل تشبه به يقتضي التحريم |
حكم وضع اليد اليمنى على اليسرى وما الحكم لو حدث العكس ؟، ورد أنه إذا فات الإنسان أثناء صلاته ركن من أركان الصلاة فلابد عليه ان يأتى به و إذا فاته شيء من السنن ساهيًا أو ناسيًا فالصلاة صحيحة ولكن عليه أن يأتى بسجود السهو فما سوى ذلك هيئات اى صور وأشكال فى الصلاة مثل أن يلتفت الإنسان عن يمينه وشماله فى التسليم أو أن يقول سبحان ربي العظيم و سبحان ربي الأعلى فى الركوع والسجود ومثل قراءة السورة بعد الفاتحة و مثل القبض أثناء القيام فى الصلاة اى وضع اليمني على اليسرى فكل هذا من هيئات الصلاة فيثاب الإنسان على فعلها ولا يأثم على تركها، و إن تعمد وضع اليسرى على اليمني عامدا او قاصدا فيكون الثواب فاته وتكون صلاته صحيحة.
7انتهى وفي الاستذكار لابن عبد البر: وفي حديث جابر قبله النهي عن الأكل بالشمال والشرب بها، ومعلوم أن الأمر بالشيء نهي عن ضده، وهذا تأكيد منه صلى الله عليه وسلم في النهي عن الأكل بالشمال والشرب بها، فمن أكل بشماله أو شرب بشماله وهو عالم بالنهي ولا عذر له ولا علة تمنعه فقد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله فقد غوى | هل يأثم من يأكل بيده اليسرى ؟ ، فورد أن تناول الطعام باليد اليسرى مع اليمنى جائز ولا مانع في ذلك، فالإنسان إذا أكل باليد اليمنى فقط فهذا هو الخير وأصاب سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و يجوز استعمال في الذكر ولا حرج في ذلك، فلو أنك تريد الاستغفار 100 مرة فلن تستطيع الاعتماد على اليد اليمنى بمفردها، وستحتاج إلى اليد اليسرى لمعرفة عدد الذكر" |
---|---|
أما إذا لم يستطع استعمال اليمين في الأكل والشرب لعذر منعه من ذلك كمرض وجراحة ونحو ذلك جاز له استعمال الشمال بلا كراهة ولا يدخل في النهي لأنه معذور ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها | فإنه علل النهي عن الأكل والشرب بالشمال : بأن الشيطان يفعل ذلك ؛ فعلم أن مخالفة الشيطان أمر مقصود مأمور به ، ونظائره كثيرة |
وأما الأكل، فإنه مثل الشرب، فيجوز للحاجة ويكره لغيرها، وقد سئل أنس رضي الله عنه - وهو رواي حديث النهي عن الشرب قائماً - سئل عن الأكل، فقال: ذاك أشر أو أخبث.
18وضح ما حكم الأكل باليد اليسرى اهتم علماء الدين الاسلامي في مشاركة اهم الاحكام الشرعية الصادرة عن الاحاديث الشريفة، حيث انهم ساهموا في توضيح كافة المعاني التي تتعلق بها، وطرحت ضمن الكتب الدنيية والدراسية التي تواجه الطلاب وتشكل لهم تعقيداً في التعامل معها | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فيباح غسل اليدين قبل الطعام؛ ليتفادى ما قد يكون عليهما من الأوساخ، وأما عن كونه سنة فقد روي في ذلك أحاديث ضعيفة, منها ما رواه الترمذي وأبو داود من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده |
---|---|
وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ , وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم | رواه ابن ماجه, وعن جابر قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من شعب الجبل, وقد قضى حاجته, وبين أيدينا تمر على ترس أو جحفة, فدعوناه فأكل معنا, وما مس ماء |
واختلف الفقهاء في استحباب وكراهة الغسل إن لم يكن باليدين وسخ, فقد قال ابن قدامة في المغني: يستحب غسل اليدين قبل الطعام وبعده, وإن كان على وضوء, قال المروذي: رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده, وإن كان على وضوء, وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحب أن يكثر خير بيته, فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع" رواه ابن ماجه, وروى أبو بكر بإسناده عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر, وبعده ينفي اللمم" يعني به غسل اليدين, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام وفي يده ريح غمر فأصابه شيء, فلا يلومن إلا نفسه" رواه أبو داود, ولا بأس بترك الوضوء; لما روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الغائط فأتي بطعام, فقال رجل: يا رسول الله, ألا آتيك بوضوء؟ قال: "لا أريد الصلاة".
17