ومن هذا الباب الورع الذي ذمَّه الرسول في الحديث الذي في الصحيح، لما ترخَّص في أشياء؛ فبلغه أن أقوامًا تنزهوا عنها فقال: ما بال رجالٍ يتنزهون عن أشياء أترخَّص فيها، والله إني لأرجو أن أكون أعلمهم بالله وأخشاهم | وقال هشام بن حسان: أن ابن سيرين اشترى بيعا من منونيا فأشرف فيه على ربح ثمانين ألفا فعرض في قلبه شيء فتركه |
---|---|
فالمحتاج قانع والغني طامع نسأل الله غنى النفس والسلامة من الشح | وقال ابن المبارك: لأن أرد درهما من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف |
وقال إبراهيم بن الأشعث: سألت الفضيل عن الورع فقال: اجتناب المحارم.
نسأل الله أن يتوب علينا ويصلح فساد قلوبنا ويرزقنا تمام الورع ويجنبنا سائر الفتن ويحفظنا من الزلل ويهدينا ولا يزغ قلوبنا | |
---|---|
أما من لم يصل إلى ما وصلوا إليه فهو مشتبه عليه؛ فهذا الذي اشتبه عليه إن اتقى ما اشتبه عليه حلَّه وحرمه، واجتنبه فقد استبرأ لدينه وعرضه، بمعنى أنه طلب لهما البراءة مما يشينهما، وهذا معنى الحديث الآخر: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك |