وجعل الله سبحانه زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين من حيث واجبُ البر وحرمةُ الزواج والحقوق الواجبة لهن من الاحترام والتقدير، قال سبحانه: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم | الثبات - إسلاميات مكانة الأم في الإسلام يصادف اليوم ما تعارف عليه الناس بيوم الأم، وليس مهمتنا هنا الكلام عن حكم الاحتفال بهذا اليوم فهذا أمر قرر العلماء أنه من المناسبات المحببة ولا إشكال في الإحتفال فيه، والإشكال يقع على من تذكر أمه في هذا اليوم ونسيها في باقي الأيام، أما كلامنا هو عن مكانة الأم في الإسلام، حيث جعل الله لها مكانة خاصة، فهي التي تتحمل مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية |
---|---|
ويظهر من الحديث أن من أراد الوصول إلى الجنة فعليه أن يحسن إلى والديه وأن يبرهما خاصة الأم |
بما يؤكد بشكل قاطع أن ما تقوم به الأم مع أبنائها من الأمور التي تدل على تفانيها وتضحيتها من أجل إسعاد الأبناء.
5وتلزمك النفقة عليه في حال الحاجة، ولا تنسى أن تتحفه بالهدية في حال غناه ، ولقد جعل الدين بر الآباء بعد موتهم في صلة من لهم فيهم علاقة أسرية وصحبة ، وذلك بالموده والإحسان إليهم ، وواجب الإحسان بالتعامل مطلوب حتى مع الأب المشرك، فإن الآيات والنصوص قد جاءت في تبيان هذا | وَقُل رَّبّ زِدْنِي عِلْماً طه:114 |
---|---|
والمرأة المسلمة يجوز لها أن تكشف أمام محارمها ونسائها ما جرت العادة عند أهل الشرع والأدب بكشفه، كالوجه والرأس والرقبة والذراع وبعض الساق | مكانة الأم في الإسلام وحصلت الأم على تكريم خاص في الدين الإسلامي، فجعل لها مراتب عالية ومرتفعة عن غيرها من البشر، وللأهمية الكبيرة للأم جعل الله سبحانه وتعالى رضاها وطاعتها مقترناً بطاعة ورضا الله سبحانه وتعالى، والإنسان الذي يعق والدته ويغضبها يلقى العقاب الشديد في الدنيا والآخرة، وتعدّ الأم أكثر الأشخاص حقاً في صحبة الإنسان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أمّك، قال: ثمّ من؟ قال:أمّك، قال: ثمّ من؟ قال: أبوك متفق عليه |
فكل ذلك عبث من ناحية، وسوء فهم للإسلام ولحقيقة وظيفة الجنسين من ناحية أخرى، وعلى الجميع أن يسألوا الله من فضله.
وبسبب ذلك أيضاً أوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته | ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في البر فاستأذن ربّه أن يستغفر لأمه فلم يأذن له، واستأذن في زيارتها فأذن له |
---|---|
ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني | فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ اثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: " وَ اثْنَتَيْنِ" |
ثم إنّ أحاديث الـرسول صلى الله عليه وسلم الواردة في شـأن العلم إنما هي تأكيد لما جاء في القـرآن الكريـم وتعضيد لعظمة مكانة العلم في الإسلام.
16