هل المذي الذي يعيش بشغف يفطر؟ هل الصوم ينقض حكم إفراج طائفة بشهوة؟ الحنابلة تفسد الصيام إذا كان سبب إنهاء المذي هو التقبيل أو اللمس أو نحوهما ، أما إذا تكرر بسبب كثرة الرؤية فلا يفسد الصيام | |
---|---|
السؤال: قبل عشر سنوات تقريبًا، صلَّيتُ الفَجْرَ في شهر ، ثُمَّ انتظرتُ حتَّى طلَع الصُّبح، ثُمَّ ذهبت إلى سريري فقُمْتُ بالعَبَثِ بذَكَري، فثارت شهوتي وقرُب إنزال المنيّ، ولكن تذكَّرتُ وتوقَّفتُ، فخرج ماء دافئ من ذَكَرِي ليس بِمَني، ولكنَّه الماء الذي قبل المني، وذلك بِجهل مني وطيش؛ لأنّي وقتَها لم أكن متصوِّرًا أنَّ العَبَثَ بِالذَّكَرِ قد يُفْسِد الصِّيام وتوقَّعتُ أن الجِماع فقط هو الذي يُفسد ، فهل بطل صيامي؟ وهل عليَّ شيء؟ وهل أصومُ شهريْنِ مُتتالييْنِ؟ الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فالَّذي يظهَرُ أنَّ الذي خرج منكَ هو المَذْيُ؛ وهو ماءٌ أبيضُ رقيقٌ يَخرج عند ثورانِ الشَّهوة، قال النووي في "المجموع": "أمَّا المَذْيُ فهو ماء أبيضُ رقيق لَزِج يَخرج عند شهوة لا بِشعور ولا دَفْق ولا يعقُبه فتور، وربَّما لا يُحس بِخروجه، ويَشترك الرَّجُل والمرأةُ فيه، قال إمام الحرمَيْنِ: إذا هاجتِ خرج منها المَذْيُ وهو أغلبُ فيهنَّ من الرجال" انتهى |
، والنَّووي قال النووي: إذا احتلم، فلا يُفطِرُ بالإجماع؛ لأنَّه مغلوبٌ، كمَن طارت ذبابةٌ فوقعتْ في جوفِه بغَيرِ اختياره، فهذا هو المعتمَد في دليلِ المسألة.
15وإذا ترتب على هذا التفكير خروج مذي أو مني أثناء الصلاة فقد بطلت، ووجب الغسل بالنسبة لخروج المني أما المذي فهو ناقض للوضوء ونجس، وراجعي الفتوى رقم: | هل التفكير بالجماع يبطل الصوم ؟، وعن قول العلامة المرداوي الحنبلي في "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف": «قوله: أو استمنى ، فسد صومه |
---|---|
تابع أيضًا: هل حكم الإفراج الطائفي بالشهوة يقتضي الغسل؟ نزول السائل اللزج المسمى بالمذهب ، الذي يتبع مسار شهواني من الشهوة أو التفكير ، لا يحتاج لـ الغسل ، فهو ينقض الوضوء ، وهذا يؤكده حديث علي بن أبي طالب السابق ، وذكر النبي: الوضوء |
.
ولكن لا يجوز لمسلم مشاهدة الأفلام الخليعة ، ولا استماع ما حرم الله من الأغاني وآلات اللهو ، أما خروج المني عن شهوة ، فإنه يبطل الصوم سواء حصل عن مباشرة ، أو قبلة ، أو تكرار النظر ، أو غير ذلك من الأسباب التي تثير الشهوة كالاستمناء ونحوه ، أما الاحتلام والتفكير فلا يبطل الصوم بهما ولو خرج مني بسببهما اهـ | وقد يخرج المني بمجرد التفكر في الجماع، فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء هذا السؤال: قد تنتاب الإنسان شهوته فيفكر في الجماع كثيرا فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية، هذا أمر، وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة، فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا؟ فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ لما في الصحيح عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ـ وفي رواية: ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تتكلم ـ لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل، لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه، أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة، وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه |
---|---|
، واشترك فيه الرجال والنساء ، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله | ، واختاره ابنُ المُنذِر قال ابنُ المنذر: اختلفوا في الصَّائِم يَلمَسُ فيُمذِي، فقالت طائفةٌ: لا شيءَ عليه مِن قضاءٍ ولا غَيرِه |
الحال الثانية : أن ينشأ عن تلك المداعبة والمباشرة نزول المذي ، ففي هذه الحال لا يفسد الصوم.
4