ابراهيم الزبيدي. بلاد النهرين بلا نهرين

وهذه نقطة نظام من الرئيس برهم تشير إلى انتفاضة شعبية قادمة، لا محالة، قد لا تكون بردا وسلاما، هذه المرة، على الجميع ففي تهنئته للجمهورية الإسلامية، قيادة وحكومة وشعبا، بالانتصار الشعبي الكبير، أكد تحالف الفتح المملوك لهادي العامري أن العهد الرئاسي لرئيسي سيكون بداية حقيقية لتحقيق الوحدة الاندماجية بين العراق وإيران، وخروج العراق من جامعة الدول العربية"
فالنظام الإيراني لم يتغير ولن يتغير، وعلى الآخرين الموجودين خارجه، في الداخل أو الخارج، أن يتغيروا، وأن يَشربوه مُرا أو حلوا، وكما يشاؤون والجارة المسلمة الأخرى، تركيا، تدخل بجيوشها وتخرج كما تشاء ومتى تشاء، فتقتل وتعتقل وتحرق وتدمر، برضا حكومة بغداد، وبصمت نوري المالكي ومقتدى الصدر وهادي العامري وقيس الخزعلي، ومباركة الأسرة البارزانية، وسعادة أسامة النجيفي، وأخيه أثيل النجيفي، وأرشد الصالحي، قائد الجبهة التركمانية في العراق

إبراهيم الزبيدي

وأكبر مثال تاريخي ضخم على ذلك هو سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 بعد كل ما بناه من ترسانات نووية وصاروخية وجاسوسية هائلة في صراعه الدامي مع الغرب، واعداً جماهير شعوبه بقرب انتصاره على الرأسمالية الأميركية الأوربية، وقيام ديكتاتورية البروتاريا الأممية على أنقاضها.

22
إبراهيم الزبيدي
غير أن يوميات السياسة لا تشكل الجزء الأكبر في كتابه، فهو ينتقي الأحداث والتجارب التي يرى فيها فائدة ومتعة منذ طفولته حيث نشأ وترعرع في مدينة تكريت التي دالت دولة العراق على يدها، لحين وصوله إلى بغداد وتدرجه في الصعود المهني ضمن طاقم الإعلام المرئيوالمسموع في سنوات مهمة من عمر العراق الحديث
بلاد النهرين بلا نهرين
وحين يعلن الدكتور برهم صالح أن "نزاهة" الانتخابات القادمة هي الفرصة الأخيرة للنظام السياسي القائم في العراق فإنه يدق ناقوس خطرٍ حقيقيٍ يتهدد العراق والمنطقة
فليطعموا جياعهم صواريخ
فذهــب إلى وزير الإعلام حامد الجبوري وطلب منه إجازة يقضيها خارج العراق للراحة والاستجمام
لكن صور الجثث المتفحمة وتظاهرات الغضب الشعبي الذي اجتاح الناصرية والعراق أجبرت صدام الطويل على الاستقالة وإذا لم يتمكن الناخب العراقي من اختيار الأصلح في الانتخابات القادمة فلا يمكن التكهن بما سيحدث بعد ذلك
وقد بدأت الحكاية من هنا ورغم أن حكومة مصطفى الكاظمي صدرية الهوى إلا أنها اضطرت للاعتراف بوجود فساد وتقصير، خصوصا في المستشفيات التي تم إنشاؤها على عجل لمواجهة ظروف كورونا

إبراهيم الزبيدي

حبث قابله وعرض عليه نسخة من أول له.

14
إبراهيم الزبيدي
هذا الكتاب، هو ذكريات ووقائع عاشها الزبيدي الذي شهد في مبنى الإذاعة ثلاثة انقلابات عسكرية، وكان في واحد منها ظهيراً ومسانداً للانقلابيين
فليطعموا جياعهم صواريخ
وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
بلاد النهرين بلا نهرين
وفي نفس السنة أسس المجلس الأعلي للثقافة وتولّى إبراهيم الزبيدي رئاسة هذا المجلس، وفي عام 2007 بالعاصمة الأردنية عمان قام إبراهيم الزبيدي بتأسيس الـ المجلس العراقي للثقافة
إذ لا يمكن لدولة أن تنتصر في الخارج بشعبٍ منهك معدم مشتت مُحبط وناقم على قيادته في الداخل وهو ما يؤاخذه عليه بعض المُنكرين العراقيين المزايدين
فقد اضطَر ضيقُ الحال أساتذةَ جامعات وضباطا وأطباء وأدباء ومفكرين كبارا إلى العيش مع عوائلهم وعوائل أخرى في غرفة واحدة، لا في شقة واحدة، في الوقت الذي كانت فيه القيادة تنفق موارد البلاد على التصنيع العسكري، وعلى تمويل الأحزاب الشيوعية في العالم، وعلى شراء صداقات حكومات الدول الفقيرة، مثل كوبا والعراق وسوريا ومصر واليمن، بالمساعدات والهبات التي كانت في أغلبها أسلحة، سعياً منها إلى أن تثبت لشعبها وللعالم أن الاتحاد السوفيتي قوة عالمية لا تقهر، ولكن مع تشديد الأحزمة على بطون مواطنيها، ثم إجبارهم على تحمُّل صعوبات العيش، والصبر على الشدائد، في انتظار الغد المأمول، مع تفشي الفساد والرشوة والتذمر الصامت، وصولا إلى تصدع أسس تلك الإمبراطورية العالمية الكبيرة، وتفككها، ثم سقوطها في أسابيع ولكي يحقق هذا الهدف يجب عليه أن يضع التنمية أولويةً قبل الأمن

إبراهيم رئيسي رئيس، ثم ماذا؟// إبراهيم الزبيدي

وثالثها عقوبات الولايات المتحدة وأوروبا.

إبراهيم الزبيدي
وهنا ينبغي علينا أن نرغمه على أن يجعل الأمن أولوية ثم يضع التنمية في الدرجة الثانية
إبراهيم رئيسي رئيس، ثم ماذا؟// إبراهيم الزبيدي
في العراق ستزيد الميليشيات الولائية من جهودها لانتزاع صلاحيات الحكومة، لتتفرغ لقمع التظاهرات والاعتصامات المعارضة لإيران والذي كان يعتقد، من العراقيين والعرب والأميركان، بوجود إصلاحيين ومتشددين داخل الخيمة التي خلّفها الخميني إما جاهل بالحقيقة أو مستغفل، أو يعرفها ولكن لا يريد أن يعترف بأنه يعرفها، لغرض في نفس يعقوب
إبراهيم الزبيدي (لاعب كرة قدم)
والذي كان يعتقد، من العراقيين والعرب والأمريكان، بوجود إصلاحيين ومتشددين داخل الخيمة التي خلّفها الخميني إما جاهل بالحقيقة، أو مستغفل، أو يعرفها ولكن لا يريد أن يعترف بأنه يعرفها، لغرض في نفس يعقوب