أنكبةٌ ما أُعاني أم رؤى حُلُمٍ سهتْ فأبقتهُ في روحي دواهيه ِ أعوامُنا في النّضال المرِّ جاثيةٌ تبكي النّضالَ، وتبكي خطبَ أهليهِ بالأمسِ كانت على الطّغيان شامخةً تجلوه عاراً على الدّنيا وتُخزيهِ وارتاع منها طغاةٌ ما لها صلةٌ بهم، ولا كان فيهم من تُناويهِ لكنّهم أَنِسوها شعلةً كشفتْ من كان عُريانَ منهم في مخازيهِ فأجمعوا أمرَهم للغدر، وانتدبوا، لكيدنا كلَّ مأجورٍ، ومشبوهِ واسْتَكلبتْ ضدّنا آلافُ ألسنةٍ تسُومُنا كلَّ تجريحٍ، وتَشْويهِ من كلِّ مرتزقٍ لو نال رشوتَنا أنالنا كلَّ تبجيلٍ، وتنويهِ وكلِّ طاغيةٍ لو نرتضي معهُ خِيَانَةَ الشّعبِ جاءتْنا تهانيهِ وكلِّ أعمًى أردنا أن نردّ لهُ عينيه، فانفجرت فينا لياليهِ! عيوب تُضعف شعر الرثاء مما لا شك فيه أنّ لكل نوع من أنواع خصائص تميّزه وأموراً تُضعفه، وبما أنّ الرثاء نوع من التي اختصّت بمدح الميت فلا بد من وجود عناصر تعطيه بعض العيوب التي من الممكن أن تُنقص من قيمة الشعر الرثائيّ في حق الميت، ويُذكر من عيوب هذا النوع الشعري: عدم ذكر الميت بشكل يوفي حقه، والتقصير في ذكر مناقبه وصفاته وخصاله الحميدة، والتصنّع في الشعر، وعدم الصّدق في كلام الشاعر، ونظم الرثاء فقط للمجاملة والنفاق | ولاحظ تكرار لفظة مات والألفاظ مضرب الضرب القنا اعتلت ، وتأمَّل ما تشيعه في البيت من جوٍّ يكاد يضعك في قلب المعركة، ووسط الحدث، وكأنك ترى بأمِّ عينك هذا القائد الشجاع وهو يقاتل بضراوةٍ وإقدام، وتسمع بأذنك صهيل الخيول وصليل السيوف، وتشم بأنفك غبار المعركة وأنهار الدماء، وتُفجع أثناء ذلك بسقوط هذا البطل المغوار بعد أن تَجمَّع عليه الأعداء من كلِّ حدبٍ وصوب، فقرَّر مواصلة رحلة العزَّة والكرامة حتى النهاية، رافضاً الاستسلام، ومُفضِّلاً الموت في سبيل الله على الهرب أو الأسر والذل والعار |
---|---|
وهذا الفن يدل على الوفاء والمحبةوالمجاملة، ويعتبر من أصدق الفنون والأغراض تعبيراَ عن النفس |
وإنّي منك يا أنتَ أخجلُ أأنتَ غزيرُ الوجد | يزرع أحرفي ويلثمها رملٌ حبيبٌ وشمأل صحارى |
وليس يعرف أني سوف ألحقهُ في قبره ازْدادَ موتاً، أو مَرائيهِ أُذيقه الموتَ من شعرٍ أُسجّرهُ أشدُّ من موتِ عزريلٍ قوافيهِ موتٌ تجمّعَ من حقد الشّعوبِ على الـ ـطّغيانِ فازداد هولاً في معانيهِ يؤزّه في اللّظى غمزي، ويُذهلُهُ عن الجحيم، وما فيه، ومَنْ فيهِ سأنبش الآهَ من تحت الثّرى حِمَماً قد أنضجتْه قرونٌ من تلظّيهِ وأجمع الدّمعَ طُوفاناً أُزيل بهِ حكمَ الشّرورِ من الدّنيا وأنفيهِ أُحارب الظّلمَ مهما كان طابعُهُ الْـ ـبَرّاقُ أو كيفما كانت أساميهِ جبينُ جنكيزَ تحت السّوطِ أجلدهُ ولحمُ نيرونَ بالسّفود أشويهِ سِيّان من جاء باسم الشعبِ يظلمهُ أو جاء من لندن بالبغي يَبغيهِ! ولكننا لسنا مع قدامة في أن الرثاء ينبغي أن يشمل الفضائل الأربع مجتمعة العقل والحلم والعفة والشجاعة بل إن الرثاء المصيب هو الذي يتلمس الفضائل الإنسانية التي يتصف بها من يؤبنه الشعر.
فقد عبّرت عاطفته في رثائه عن صدق تأثره بوفاة أو إستشهاد من رثاهم ولا عجب في ذلك أن علمنا أن من الذين رثاهم هو أشرف الخلق وسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم | |
---|---|
وَالرُّؤْبَةُ : الرُّقْعَةُ الَّتِي يُرْقَعُ بِهَا الرَّحْلُ إِذَا كُسِرَ |
ويعتبر عموما الشفقة على الذات والعاطفة السلبية في أنها لا تساعد عموما تعامل مع الحالات السلبية.
22