جزئية أخرى: هل ينظر إلى مخرج حديث الرسول عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي قال فيه الرسول هذه المقولة أو لا ينظر؟ يعني: الرسول قال الحديث في وقت خطورة الأسفار، وفيها صحاري يعني: إذا سافرت من المدينة إلى خيبر -مثلاً- فهي مسافات شاسعة تمشيها المرأة منفردة، لا بد حتى لو مشت ساعة واحدة أو نصف ساعة أن يتسلط عليها شرير، فيعبث بها وينصرف ولا أحد يعلم، ولا رقيب إلا الله سبحانه وتعالى، فكون المرأة معرضة للفساد لا شك أنه متحقق في مثل ذلك الموطن، لكن لو أن شاباً أعزب في السعودية عقد على امرأة هنا في مصر، هو مصري يعمل في السعودية وعاقد على امرأة في مصر، وأراد أن يأتي بزوجته، فهو يقول في نفسه: وجودي بدون زوجة أخشى على نفسي الفتنة، خاصة إذا كان في بلد فيه نساء متبرجات، قال: أخشى على نفسي الفتنة، وزوجتي في بلدتي أخشى عليها أيضاً الفتنة، وهو يريد أن تأتي إليه زوجته | قَالَ خُصَيْفٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : لَا رَدَّ عَلَيْهِمْ ; أَقْسَمَ بِهَذَا الْبَلَدِ |
---|---|
وقال عكرمة : الوالد : العاقر ، وما ولد : الذي يلد | ثم تخبرنا الآيات أن الإيمان بالله وطاعته ضروري مع كل أعمال الخير فكل ما سبق لا يفيد الإنسان إذا كان لا يؤمن بالله |
النبي عليه الصلاة والسلام قَبَّلَهُ وبكى كثيراً فقال له سيّدنا عمر: يا رسول الله أَتَبْكي؟! فلما حَضَرَتْهُ الوفاة قال: أعْطوني قميص رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: هذا قميصي أعْطوه إياه، وما يُغني عنه قميصي من الله شيئاً، الآن اسْتَقَرَّ في جَهَنَّم حجر كان يهْوي فيها سبعين خريفاً! وهذا معنى من معاني هذه الآية.
حكم سفر المرأة بدون محرم السؤال: هل يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم لطلب علم خاصة وأنها سوف تستغرق يوماً واحداً؟ الجواب: إذا دعت الضرورة إلى ذلك جاز، وفي الحقيقة أن هذه قضية خاصة ما أدري هل نفتي بها أو نمسك بها بعض الشيء؟! عليهم نار مؤصدة بالهمزة والواو بدله مطبقة | وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : فِي شِدَّةٍ وَطَلَبِ مَعِيشَةٍ |
---|---|
كما يقسم الله بسيدنا آدم عليه السلام والد البشرية جمعاء ونسله | ديننا دينٌ معْقول وعِباداتنا مُعَلَّمة، ليْسَتْ طُقوساً! ثم قرره بنعمه، فقال: { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا، ثم قال في نعم الدين: { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن } أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي |
لذلك يوضح لنا الله في الآيات كيف نتبع طريق الصلاح لدخول الجنة.
يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنَّكَ لَا تَحْمِلُ سُخْطِي ، وَلَا تُطِيقُ انْتِقَامِي " | قال: كذا وكذا، فقال: دعني وما قلت، فقال: عليك واجبات، قال له: أعاهدك على القيام بها، ودعْ هذه المآخذ، ارجعْ إلى بلدك حتى تنفِّذ العهد، فكل إنسان له في بلده عملٌ صالح يقتات منه يستطيع أن يجعله عملاً صالحاً وليس هناك حرفة في الأرض تستعصي على العمل الصالح؛ طبيب ومهندس ومحامٍ ومدرِّس وصيدلي وخبير وتاجر ومزارع، فإذا نصحت المسلمين في كل ما تُسأل عنه، تعلم أن هناك طبيباً مختصٌّاً بهذا المرض، فإنك لابدَّ أن تفيد هذا المريض وتقول له: اذهبْ إلى فلان فهو أقدر مني لمرضك، فالعمل هذا عمل صالح، والمحامي لا يتسلَّم دعوى إلا إذا علم أن موكِّله على حق، ففي سبيل إحقاق الحق له عند الله أجر كبير، والمدرِّس إذا علَم الطلاب ووجَّههم وغرس فيهم حبَّ الحق والفضيلة قلب صنعته إلى عمل صالح، والتاجر إذا باع الناس سلعة جيِّدة بأسعار معقولة ولبَّى حاجاتهم ووفَّر لهم هذه الخدمات فقد قلب عمله إلى عمل صالح، فهذا العهد مع الله عز وجل وهذه التجلِّيات وهذا الخشوع وهذا البكاء وهذا التوسُّل وهذا الترجِّي وهذه الرحمات التي يتجلَّى الله بها على قلب المؤمن إلى أجل مسمًى، والآن وقت التنفيذ انطلق ونفِّذ الذي عاهدت الله عليه، وكل إنسان بعمله، فربنا عز وجل لما جعل هذه الزيارة والحج فهو لقاء في أعلى مستوى مع الله عز وجل وعهد وتوبة وصفحة جديدة وعزيمة وطموح، ويعود المرء إلى بلده لينفِّذ بنود هذا العهد بنداً بنداً، وفقرةً فقرةً |
---|---|
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ المراد بالمرحمة: رحمة الناس والرفق بهم، فالشدة على الناس الأصل أنها مذمومة إلا في حالات واستثناءات إذا رأيت أن الشدة تنفع في هذا المقام، وإلا فالأصل أن الناس يتراحمون بينهم، كما قال تعالى في الحديث القدسي: وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ وفي هذه الجزئية فقه متسع، المقام لا يتحمله وتفسير السورة لا يتحمله | وَقَالَ قَتَادَةُ : قَالَ : ابْنُ آدَمَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يُسْأَلَ عَنْ هَذَا الْمَالِ : مَنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ ؟ وَأَيْنَ أَنْفَقَهُ ؟ وَقَالَ nindex |