طبيب الغلابه. محمد مشالي

وقال الملقب بطبيب الغلابة أنه يجب على الطبيب أن ترتسم على وجهه ابتسامة مشرقة لمساعدة المريض في التغلب على متاعبه المرضية كان رحمه الله قد تخرج من كلية طب قصر العيني بالقاهرة في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وتنقل بين أكثر من وحدة صحية ومستشفى، ومارس الطب من خلال عيادته الخاصة المتواضعة بمدينة طنطا بوسط الدلتا، لعلاج المرضى كممارس عام في مجالات الأمراض الباطنية والأطفال والحميات، واشتهر بين الناس بالبساطة وحب المرضى وعدم المغالاة في طلب الأموال نظير الخدمات الطبية المقدمة لهم، وانتشرت صورته كأيقونة ونموذجا طبيا شعبيا
محمد مشالي، الذي رفض أن تُجدد عيادته بمبلغ مليون جنيه، وقبل سماعة طبية بمبلغ 80 جنيهًا، ناصحًا البرنامج بالتبرع بهذا المبلغ للفقراء وتابع الدكتور مجاهد «أنا لا أحب السياسة، ولا أحب أن أكون مرشحًا في البرلمان، رغم مطالبات أهالي القرية والمركز إلا أنني لا أحبها»

محمد مشالي

كان عدد من صفحات التواصل الاجتماعي قد أعلنت وفاة الدكتور مشالى، وهو الخبر الذي لاقى انتشارًا واسعًا.

1
مشاهد من جنازة طبيب الغلابة.. تشييع جثمانه وسط حالة من الحزن.. وأقاربه وجيرانه يكشفون ذكرياتهم مع الراحل
وحرص المئات من المشاركين في تشييع " طبيب الغلابة" على الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ، وأدى المشاركون واجب العزاء دون ملامسة أو سلام مكتفين بالتحية عن بعد حفاظا على التباعد الاجتماعي
وداعاً طبيب الغلابة.. رحيل الدكتور محمد مشالي بعد 50 عاماً من العطاء وهذه أبرز محطات حياته (صور
بعد أن بلغ الطبيب الراحل من الكبر عتيا وتجاوز السبعين، قفزت قصته للأضواء، وعرفه المصريون، وتفاعلوا معه، وتسابقت وسائل الإعلام في استضافته، ونال تكريما واسعا من بعض الجهات والمنظمات، لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة دوره في خدمة وعلاج الفقراء تلبية لوصية والده الراحل، وإكمالا لمسيرة بدأها قبل أكثر من 40 عاما، وبدأت بواقعة مؤثرة وإنسانية غيرت مسار حياته
محمد مشالي
وفتح الدكتور حسنى سعد قطب العيادة بعد غلقها فترة دامت 5 أشهر بسبب وفاة طبيب الغلابة محمد مشالي، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء
وكانت المشاركة الإعلامية على أعلى مستوى تشهده مصر من الاهتمام والتركيز على ذكر مآثر الفقيد وعرض مسيرة حياته وتضحياته في مجال علاج الفقراء ليصدق فيه وصف طبيب الغلابة، خاصة أن 34% من المصريين تحت خط الفقر والدكتور حسني سعد قطب، من مواليد طنطا، في 8 أبريل 1959، وعمل بالعديد من المستشفيات شملت معهد الأورام بطنطا، ومستشفي كفر الزيات، ومستشفى المنشاوي العام
ومع إصرار الوالد دراسة مشالي للطب، وحديثه عن عدم إكمال الصرف على تعليم ابنه إن اختار كلية أخرى، استجاب مشالي الابن وأصبح طبيباً، ليكون رجل الغلابة الذي نعرفه في هذه الدنيا ـار طفلٍ يعاني من مرض السكري حـ

محمد مشالي

وكان طبيب الغلابة قد تعرض خلال الفترة الماضية للعديد من الشائعات حول وفاته، إلا أن أسرته أعلنت منذ قليل عن تأكيد الخبر.

8
تفاصيل مؤثرة عن حياة المصري
حقنة إنسولين في إحدى مقابلاته مع وسائل إعلام مصرية، روى الطبيب الراحل الواقعة، وقال باكيا حين تذكرها إنه تم تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، وذهب لعلاج طفل صغير مريض بالسكري يبكي من الألم ويقول لوالدته أعطني حقنة الإنسولين، فردت أم الطفل قائلة إنها لو اشترت حقنة الإنسولين فلن تستطيع شراء الطعام لباقي إخوته، ليسارع بعدها الطفل ويصعد إلى سطح المنزل ويشعل النار في نفسه، وحاول الطبيب الراحل إنقاذه فلم يتمكن وقال الطفل آخر كلماته موجها حديثه لأمه: فعلت ذلك من أجل توفير ثمن الإنسولين لإخوتي
وداعاً طبيب الغلابة.. رحيل الدكتور محمد مشالي بعد 50 عاماً من العطاء وهذه أبرز محطات حياته (صور
محمد مشالي دعوات الفقراء وفي مقابلة أخرى قال الطبيب الراحل إن الفقراء كانوا يصابون بأمراض مرتبطة بالفقر وبعملهم في الزراعة مثل البلهارسيا والإنكلستوما والإميبا، وكانوا لا يملكون ثمن الكشف عند الأطباء فتطوع لعلاجهم من هذه الأمراض، كما تخصص في أمراض الأطفال بعد واقعة الطفل الصغير، ناصحا الأطباء الشباب بخدمة الفقراء وعلاجهم قائلا لهم أوصيكم بالفقراء خيرا، وكانت هذه آخر وصاياه، حسب ما صرح نجله وليد مشالي
تفاصيل مؤثرة عن حياة المصري
وتابع الملقب بطبيب الغلابة أن الطاقة الإيجابية تجعل الإنسان يتغلب على أحزانه ومشاكله وعلى متاعبه والظروف المحيطة به لأن الإنسان لديه ارادة قوية ويجب أن تكون تلك الإرادة ضمان لحياه صحية سليمة
وتابع شقيق الطبيب الأكبر: «استكمل مشواره بمساهمات وتبرعات سواء مساحات من الأرض أو آلاف الجنيهات لإنشاء الأبنية والمنشآت الخدمية بقريته، ومنها المعهد الديني الأزهري و3 مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية، ومدرستين للفصل الواحد، ومسجد كفر طلا، كما شيد منزلا بالقرية يقيم به مع أسرته ويستقبل به المرضى في أي وقت، ويزور غير القادرين منهم بالمنزل ويفحصهم ويعطيهم «روشتة» علاج مزيلة بتوقيعه لصرفها من صيدلية نجلته بمركز سمسطا بالمجان، علاوة على سداد قيمة الخبز لمئات المواطنين من الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية من أبناء قريته ومركز سمسطا ليستفيدوا بنقاط الخبز في استبدالها بالسلع المختلفة» بعد 40 عاما من وهو على فراش الموت لنجله الطبيب الشاب محمد ووصيته له بخدمة الفقراء وعلاجهم بدون مقابل مراعاة لظروفهم، عاد الطبيب الابن وأوصى بنفس الوصية للأطباء الشباب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فجر اليوم الثلاثاء
أثارت حملة دعائية للطبيب الجديد الذي قام بأخذ عيادة الدكتور مشالي طبيب الغلابة بـطنطا الجدل في محافظة الغربية خاصة أن عددا كبيرا من الطنطاوية قد فوجئوا على مواقع التواصل الاجتماعي بحملة دعائية حول إعادة فتح عيادة د أعلن وليد مشالي نجل طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالى، عن وفاة والده منذ قليل، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد رحلة عطاء استمرت لسنوات طويلة لخدمه الفقراء

محمد مشالي

وقال العمدة سعيد مشالي عمدة قرية ظهر التمساح بمركز إيتاي البارود مسقط رأس الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة وابن عمه، إن علاقة الدكتور محمد مشالي بأهل قريته لم تنقطع، مشيراً إلى أنه كان يزورها على فترات وله أرض ومنزل والده حتى الآن.

7
محمد مشالي
أعلن الدكتور حسنى سعد قطب، استشاري جراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، استئناف العمل داخل عيادة الدكتور محمد مشالي بمدينة طنطا المصرية، والمعروف إعلاميا بـ"طبيب الغلابة"
مصر.. عيادة تفتح أبوابها من جديد (صور)
مات طبيب الغلابة.. فمن يعالج فقراء مصر؟
وفي لقاء مع الإعلامي الكبير محمود سعد، تحدث الدكتور مشالي عن أن رغبته الحقيقية، كانت دراسة القانون؛ خاصةً وأنه عاشق للقراءة، لكنه لم يستطع أن يحقق حلمه لأن والده لم يقبل إلا أن يدرس الطب لتحقيق حلمه القديم لنفسه